يا سرب الحمام وقد هدَّلت فجراً وارتحلت...
إلى أين؟!
وإلى متى؟!
أيُّ فجر آخر استدعاك كي تؤوب إلى شواطئه؟
ومتى تكون لك رحلة الإياب؟
*** يا سرب الحمام...
في الليالي الحالكة، والآماد الطويلة، عند الضَّجيج، ولحظة الشَّجن سيكون لِوَمْضِ البياض فيك، قدرة القضاء على اسوداد اللَّيل، وبعد الآماد، وفوضى الضَّجيج، وحشرجة الشَّجن...
*** يا سرب الحمام...
هلاَّ من لحظة يكون للتوقُّع مثولٌ؟!
فثمَّة ما يوحي بأنَّ رحلة الأجنحة ليس لها إياب، وأنَّ اللَّيل يطول، ولا من بيده بوصلة الإياب!!
*** يا سرب الحمام...
الحقيقة وحدها...
إنَّ كلَّ شيء ماضٍ... وأنَّ لا بقاء لِوَمْضِ البياض ولا لحلكة الظَّلام...!
*** يا سرب الحمام:
أيُّنا سوف يفصل بين حدَّيْ البياض والسَّواد؟!
فثَّمة قرع في مكامن الشَّجن...
* * * *
..... هذا لكم...
أمّا ما هو لي فأقول:
*** اليوم يا (فاطمة محمد اليوسف) أبتهجُ بكِ، فقد جاءتني أسئلتكِ فأشاعت في صدري كثيراً من البهجة والفرح، أنتِ يا صغيرتي بأعوامكِ السبعة عشر تكلِّلين طموحات بالغة الأماني في جيلكِ، أجل فإنَّ إجابتي صنو كلّ سؤال لكِ:
قلتِ: متى نقوى على ضعفنا؟
أقول: متى عرفتِ سبب هذا الضّعف...
قلتِ: كيف أنجح وأساليب الحياة في المدرسة والبيت لا تساعدني على النجاح.
أقول: قد بلغتِ من القدرة مبلغ التَّفكير فوصلتِ إلى تركيب سؤال «كبير» مثل هذا، أوَ لا تدركين إذن بأنَّكِ قادرة على النَّبش عن إجابة (كيف) في سؤالكِ؟.... وتلك هي الأمثل من طرق النجاح.
قلتِ: أتطلَّع أن أحقِّق نجاحاً مثيلاً في شريحة من ضمن شرائح عديدة من الناس استطعتِ أن تكسبي ودَّها.
أقول: عندما تختارين (الصِّفة) المناسبة لمقدراتكِ ولقدراتكِ مستقبلاً سوف تحقِّقين ذلك تخصُّصاً علميّاً وواقعاً عمليّاً. وثمَّة ما يضيف إلى ذلك نجاحاً أن تجعلي الله تعالى محور طموحكِ كي ترضيه، ثم يكون أسلوب تعاملكِ هو احترام الآخر ومحبَّته، والثِّقة بأنَّ نجاح الآخر لا يعني التَّقليل من نجاحكِ بل إنَّه الامتداد له...
ولا أجمل يا فاطمة من أن تري نفسكِ في الآخر، وتجعلي هدفكِ العطاء والبذل. لأنَّ هناك من في رضاه تعالى النجاح الأكبر لكِ
و..... تمنياتي.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855
|