قليلة هي الأخبار السارة هذه الأيام. ولكن الميزانية الجديدة جاءت تحمل البشائر الطيبة والخير الكثير..
لن أدخل في تفاصيل الأرقام فقد نالت الميزانية وبنودها المختلفة تغطية إعلامية جيدة وتحليلات مسهبة.
في نظري أن الميزانية الجديدة هي تنفيذ لوعود قطعتها القيادة بالتصدي للإرهاب ومحاربة البطالة والفقر والمحافظة على الأمن.. ولهذا نجد الاهتمام البالغ بقطاع التعليم والتدريب والصحة والخدمات، حيث خصصت لها المبالغ الكبيرة.. واشتملت على أفكار متطورة تمثلت على سبيل المثال في قيام الوزارات العسكرية بتدريب عشرة آلاف فرد.. وهذا سيساعد على معالجة ظاهرة عدم الانضباط عند بعض الخريجين.. ولعل هذا يقودنا إلى تبني برامج خدمة العلم التي يؤيدها كثير من المفكرين.
ولابد من التأكيد على متانة اقتصادنا والحمد لله. الا أننا وبحكم المعطيات المتوفرة نعرف ان أوضاعنا يمكن أن تكون في وضع أفضل..
فما زالت عجلة الاقتصاد بطيئة جداً.. مراجعة الأنظمة العتيقة واستصدار الأنظمة الجديدة محكومة بنظام البيروقراطية البائس.. من دائرة إلى أخرى ومن وزارة إلى مجلس إلى لجنة إلى آخره.
مع صدور الميزانية تحتفل بعض أنظمتنا الحكومية ومنها نظام العمل والعمال العتيد بذكرى ميلادهم السادس والثلاثين.. كم تغيرت أحوال الدنيا في هذه السنين ولم تتغير الأنظمة.. كم أتمنى أن نعتمد الجداول الزمنية. فنقول للجهة المسؤولة عن النظام (أ).. عليك إنجازه يوم كذا وإلا ترتب على ذلك جزاء محدد..
هناك الكثير من الأموال السعودية في الخارج يريد أصحابها أن يعودوا بها ويستثمروها في وطنهم. وهناك مستثمرون عالميون يودون الاستثمار في هذه البلاد.
فلتحقيق رغباتهم وتشجيع الاستثمار لابد من رفع مستوى أداء مؤسساتنا الحكومية.. حركة العالم في هذا العصر (عصر منظمة التجارة العالمية) لا يتقبل أن نقضي سنوات في دراسة الأنظمة. ولا يتقبل عدم فتح سوق التأمين وتقييد حركة السوق وحركة البنوك والمبالغة في الضرائب (وتطفيش) المستثمر بتعقيدات إدارية وأنظمة عفى عليها الزمن.
هاتف 4602545 فاكس 4602631 ص. ب 2781 الرياض 11461
|