بدأت جلسات اللقاء الثاني للحوار الوطني بمكة المكرمة، ومن خلال المتابعة الاعلامية وما نُشر وما بثته المحطات الفضائية، فإن العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين والشخصيات المهمة في المجتمع السعودي المدني تشارك في جلسات اللقاء الثاني الذي يعقد في أقدس بقاع الأرض.
انعقاد اللقاء بحد ذاته نجاح وتأكيد على جديَّة واستمرارية الحوار الوطني وهذا ما يجعلنا وكل أبناء الوطن يعلقون آمالاً على ما تحققه مثل هذه اللقاءات واثراء حياتنا الفكرية والسياسية والاجتماعية والعلمية وخصوصاً في خضم الارهاصات والمتغيرات التي يشهدها العصر والتي يتركز أغلبها على المنطقة الاسلامية، وبما ان الاهتمامات متنوعة، وان الفكر ليس محصوراً بجنس معين، وأن أساس الخلل في أي مجتمع سببه الضعف في تربية النشء، فالتربية دائماً تكون قبل التعليم، وإذا لم يُحسن أي مجتمع تربية أبنائه فلا فائدة حينئذٍ في علم، لأن المتعلمين غير المتربّين يشبون منحرفين يتضرر المجتمع من علمهم ومعرفتهم أكثر مما يستفيد.
ولأن جلسات الحوار في اللقاء الثاني تستهدف معالجة الانحرافات السلوكية التي منشؤها الغلو والتطرف والتشديد وما غيرها من الممارسات السلوكية، فإن معالجة الأسس التربوية والتعليمية والسلوكية يجب ان تأخذ الأولية والاهتمام الواجب ايلاؤهما حتى تكون المعالجة علمية وعملية مبنية على أسس صحيحة، وهنا يبرز دور المرأة في هذه العملية، لأنها الركن الأساس في العملية التربوية التي تنطلق من البيت والأسرة، يتبعها فيما بعد المدرسة والجامعة والمجتمع، ولهذا فقد كانت مشاركة تسع سيدات سعوديات في جلسات اللقاء الثاني عبر الدوائر التلفزيونية عملاً ايجابياً ومفرحاً في نفس الوقت، ومتوافقاً مع ما وصلت إليه المرأة السعودية من تفوق في العديد من المجالات العلمية والعملية، فهناك المئات منهن من حملة الدكتوراة وعشرات الآلاف من المدرسات والطبيبات والاخصائيات الاجتماعيات وفي تخصصات عديدة يساهمن في تطوير وتنمية المجتمع وسماع رأيهن واحترام إسهاماتهن في الحوار لابد أن تنجح الأهداف المتوخاة من وراء جلسات الحوار ولهذا ولكي تتوازى مساهمة المرأة السعودية في عمليات الحوار والاصلاح والتطور فلا بد من اتاحة الفرصة لأخريات منهن، فمشاركة تسع فقط من مجموع سبعين مشاركاً لا يعطي النسبة الحقيقية لدور المرأة السعودية المأمول.. ولا يتناسب مع ما وصلت إليه من علم وتأهيل.
|