* بام - بقلم فرشيد موتاهاري د ب أ:
يجلس أحمد البالغ من العمر ثمانية أعوام مع شقيقته الصغيرة سمسين القرفصاء في الشارع وبجوارهما أربع جثث، وعندما سئل الطفل الصغير «الست خائفا» قال: «لم أعد خائفا فهناك عدد كبير للغاية من القتلى» وأصبحت مشاهد الدمار وجثث القتلى والايتام هي التي تخيم على مسرح الاحداث في المدينة بعد يوم واحد من الزلزال الذي شهدته بام، ورفضت وزارة الداخلية في بادئ الامر الادلاء بأي تعليقات واضحة عن عدد القتلى في المدينة القديمة، وقيل انه يتعين الانتهاء من عمليات الاغاثة أولا وبعد ذلك تعلن الارقام الرسمية، ويعتقد أن 20 ألف شخص على الاقل قتلوا في كارثة الزلزال تم دفن بضعة آلاف منهم فقط منذ أن ضرب الزلزال المدينة صباح الجمعة، وقالت فتاة أخرى نجت من الزلزال في الوقت الذي يتم فيه إخراج جثث أفراد عائلتها من تحت الحطام أمام عينيها: «من يهتم إذا كان العدد عشرة أم عشرين أم مئة ألف فنحن جميعا موتى» وسكان المنطقة هم أنفسهم في الغالب الذين يبحثون عن أقاربهم، حتى على الرغم من أن عمليات الانقاذ بدأت يوم السبت في السير على نحو أفضل منذ أمس، وتحذر وزارةالداخلية من أن يوم السبت كان في الحقيقة الفرصة الاخيرة لا حتمال العثور على أشخاص أحياء، وبعد ذلك سيكون من الافضل عدم انتظار الامل كثيرا، وقد قتل والد أحمد وهو بائع متجول في الزلزال، ونقلت والدته إلى مستشفى في مدينة كرمان القريبة، لكن الجيران يقولون انها توفيت بعد ذلك بفترة قصيرة، وسئل الطفل: «ماذا ستفعل الآن؟. فقال: لا أعرف وأتمنى أن يكون أعمامي وأ خوالي مازالوا على قيد الحياة».
أما شقيقته التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام فقد أصبح صوتها أجش.
|