محادثات مباشرة بين الجانبين لتنسيق عمليات الإغاثة
طائرة مساعدات تذيب مؤقتاً جمود العلاقات بين أمريكا وإيران

* طهران كروفورد الوكالات:
وصلت أمس إلى مدينة كرمان الإيرانية القريبة من موقع الزلزال في بلدة بام أول طائرة أمريكية تنقل فرق انقاذ، وذلك بعد ساعات من أول محادثات أمريكية إيرانية مباشرة لتنسيق المساعدات إلى الضحايا، وما ان اعلن عن وقوع الزلزال الذي اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 20 ألف قتيل، إلا وقدم الرئيس الأمريكي جورج بوش تعازيه إلى الشعب الإيراني وعرض مساعدة بلاده للمنكوبين، وبعيد ذلك اعلن مسؤول إيراني ان طهران توافق على الحصول على مساعدات من كل الدول باستثناء الكيان الصهيوني الذي لا تعترف إيران بوجوده.
وقد نحى المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون جانبا الخلافات الدبلوماسية كي يناقشوا بشكل مباشر المساعدات الإنسانية بعد الزلزال المدمرالذي اودي بحياة الآلاف في إيران. وأعلن البيت الأبيض ان الولايات المتحدة سترسل مسؤولي اغاثة حكوميين ومدنيين و75 ألف طن من الامدادات الطبية إلى ايران.
وقال سكوت مكليلان في بيان ان الولايات المتحدة تعمل مع السلطات الإيرانية والامم المتحدة والصليب الاحمر والهلال الاحمر لارسال مساعدات على وجه السرعة إلى إيران بعد الزلزال المدمر الذي وقع في مدينة بام ، وقال لو فينتور المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ان الاعلان الأمريكي جاء بعد محادثات مباشرة نادرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين .
وأضاف «في ضوء هذا الوضع الملح رأينا ان الاتصالات المباشرة هي اكثرالقنوات الملائمة» وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد ان اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران يوم الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 واحتجزوا 52 أمريكياً رهائن لمدة 444 يوماً، وفي يناير/ كانون الثاني عام 2002 زعم بوش ان إيران والعراق وكوريا الشمالية تشكل «محورا للشر». وتتهم واشنطن الحكومة الإيرانية بأنها تحاول سراً صنع أسلحة نووية، ولكن بوش قدم تعازيه ومواساته لعائلات الضحايا والجرحي يوم الجمعة ووعد بأن تقدم الولايات المتحدة مساعدات إنسانية، وعادة ما يتصل المسؤولون الأمريكيون بطهران من خلال وسطاء وغالبا ما تنقل رسائل لها عبر دبلوماسيين سويسريين، ولكن فينتور نفى وجود مغزى دبلوماسي للاتصالات المباشرة مع إيران، وقال«لا يوجد بعد سياسي، هناك كارثة إنسانية في إيران ومهمتنا الوحيدة هي تخفيف المعاناة الإنسانية المرتبطة بالزلزال الذي وقع هناك». ويتناقض قبول إيران السريع للمساعدات مع رفضها في عام 1990 قبول اطباء وعمال وامدادات دم وكلاب مدربة وملابس مستعملة من الخارج بعد الزلزال الذي ادى إلى قتل 36 ألف شخص واصابة 100 ألف آخرين، وقال مكليلان ان الولايات المتحدة سترسل فرقا طبية من بوسطن ولوس انجليس وفرجينيا وخبراء في مواجهة الكوارث من الوكالات الحكومية. وأفاد مكليلان الذي يرافق الرئيس جورج بوش خلال عطلة في مزرعته بولاية تكساس ان الجيش الأمريكي سيسلم امدادات طبية من قواعد في الكويت. وبشكل منفصل اعلنت منظمة ضخمة للاغاثة الإنسانية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها واسمها وورلد فيجن انها تعتزم نقل امدادات جواً إلى ايران هذا الأسبوع. وأضافت انها سترسل امدادات بقيمة 250 ألف دولار تشمل معدات لتنقية المياه.