* بغداد- د.حميد عبد الله:
الدكتور محسن عبد الحميد الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي وعضو مجلس الحكم الانتقالي مازال الناس يختلفون فيه وعليه كونه من بين الشخصيات الوطنية والدينية التي كانت موجودة في العراق في عهد صدام حسين حيث كانت له نشاطات دينية وعلمية وثقافية كثيرة في إطار مؤسسات النظام السابق، وعندما تم اختياره لعضوية مجلس الحكم تداول الشارع العراقي حوله إشاعات كثيرة من بينها انه كان قد كلف مع عدد من رجال الدين السنة من قبل مديرية الأمن العامة في عهد صدام بتأليف كتاب للرد على أفكار وطروحات الشيخ الدكتور احمد الوائلي الشيعية التي يسوقها عبر المنبر الحسيني على ان تتولى الأمانة العامة طبع الكتاب لكن الرجل نفى تلك الشائعات نفيا قاطعا وبدأ يكشف الممارسات الظالمة واللاإنسانية لصدام ونظامه عبر جميع أنشطة حزبه وفي كل طروحاته ولقاءاته لكنه ظل في نفس الوقت يتصدر التيار الداعي للمصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي.
في هذا اللقاء أكد الدكتور عبد الحميد على موضوع المصالحة الوطنية قائلا :اننا في الحزب الإسلامي العراقي أعلنا المصالحة الوطنية في أول بيان أصدرناه بعد سقوط النظام ودعونا الى التسامح في جميع المجالات وفي حديثنا مع الأحزاب السياسية دعونا ان نقتدي بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة وقال لدهاقنة الكفر: اذهبوا فانتم الطلقاء.
وعن علاقة المصالحة الوطنية باستقرار الأمن في العراق يقول عضو مجلس الحكم انه لا امن ولا أمان من دون مصالحة لأن البعثيين يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع العراقي بسبب ان صدام اغلق معظم فرص الحياة بوجه من لم ينتم للبعث وفتحها أمام البعثيين، لكن البعثيين من وجهة نظر الدكتور عبد الحميد على ثلاثة أصناف صنف ارتكب جرائم إنسانية ونفذوا بنحو مباشر ما كان يأمر به صدام وهم من كبار القادة الحزبيين والمدنيين والعسكريين وهؤلاء لامصالحة معهم ولا تسامح وصنف لم يرتكبوا جرائم ولم يؤذوا الناس بنحو مباشر ولم يكونوا راضين عما يحدث وكانوا يحملون صدام مسؤولية ما وصل أليه العراق وهؤلاء يجب ان نعيدهم الى حضن الوطن لكي لانعين عليهم الشيطان أما الصنف الثالث الذين انتموا الى البعث مكرهين وملاؤا استمارات الانتماء تحت وطأة الخوف والرعب فهؤلاء مدعوون الى التوبة والاستغفار.
وعن الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي تشهدها شوارع العراق يوميا ومدى انسجامها مع الدعوة للمصالحة التي أطلقها مجلس الحكم قال عبد الحميد من المؤسف حقا ان الشهرين الأخيرين شهدا اغتيالات كثيرة بين صفوف البعثيين ورجال الأمن السابقين بل وراح ضحية تلك العمليات أناس أبرياء لاعلاقة لهم بالأحزاب والسياسة أصلا وهوجم مسجد في بغداد وقتل جمع من المصلين وجرح آخرون ونحن في الحزب الإسلامي العراقي لا نستطيع ان نتهم أحدا لكننا نشعر ان هناك من يريدون ان يشعلوا نار الفتنة الطائفية ويضربوا بعض أبناء الشعب بالبعض الآخر، من هنا فنحن نتشاور مع إخواننا في الأحزاب الشيعية كحزب الدعوة الإسلامية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية لكي نحيط بهذه الفتنة ونطفئ نارها قبل ان تستعر وقررنا ان نصدر بيانا مشتركا نطلب فيه من فصائل شعبنا ألا يقعوا في فخ العداء الطائفي المقيت.
|