* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
كشف نادي الأسير الفلسطيني في تقرير مفصل تلقت «الجزيرة» نسخة منه أن «90%» من الأسرى الفلسطينيين يتم الاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل والإهانات عند اعتقالهم وقبل وصولهم إلى مراكز الاعتقال.
واستند نادي الأسير إلى شهادات الأسرى التي أوضحت انهم تعرضوا للضرب أثناء نقلهم بعد اعتقالهم من قبل الجنود وقبل توجيه أية تهم لهم واستجوابهم.
وحملت إفادات الأسرى شكاوى عديدة عن إهانات وأساليب وحشية ينفذها الجيش الإسرائيلي عند الاعتقال من حيث مداهمة المنازل وتفتيشها بطريقة استفزازية، وتخريب الممتلكات، ومصادرة أغراض شخصية إضافة إلى بث الفزع والرعب بين الأطفال والنساء.
وجاء في تقرير نادي الأسير الفلسطيني أن عددا من الأسرى قالوا: انهم اقتيدوا بعد الاعتقال إلى معسكرات أومستوطنات لعدة ساعات لا يعرفون أسماءها وأين توجد، وانه جرى معهم تحقيق غير رسمي هناك من قبل مستوطنين ولم تجر إجراءات الاعتقال الرسمية بحقهم من حيث الفحص الطبي والحق في إبلاغ محام واسم المعتقل الموجود فيه.
ويقول نادي الأسير في تقريره: إن هذه الممارسات إنما هي محاولة لانتزاع اعترافات سريعة من الأسير من خلال تحقيق ميداني تحت الضغط والتهديد.
أسرى يكشفون مدى المعاناة والتضييق الذي يتعرّضون له
هذا وشرح الأسرى الفلسطينيون في سجن هداريم قسم «4» وهو قسم العزل وعددهم «64 أسيراً»، في رسالة سربت من داخل السجن، ظروفهم القاسية جداً وعمليات البطش والحرمان من أبسط الحقوق.
وجاء في الرسالة التي وصلت «الجزيرة» نسخة منها: إن الأسرى في قسم «4» يعيشون في عزلة تامة عن العالم، حيث لا يتسنى لهم الاتصال الإنساني البسيط، وأنهم يتعرّضون لتفتيشات يومية ويتم ملاحقة الورقة والقلم والرسائل، وكلّ من يخالف يتعرّض إلى عقوبة تتمثّل بدفع غرامة مالية بمقدار «400 شيكل»، أي ما يعادل مائة دولار أمريكي..!!
وجاء في الرسالة أيضا: إن الأسرى محرومون من زيارة أهاليهم بسبب وجود اللوح الزجاجي في غرف الزيارات والمعاملة السيئة للأهالي أثناء الانتظار الطويل وعمليات التفتيش المهينة التي يتعرّضون لها قبل إجراء الزيارة.
ويقول الأسرى في رسالتهم التي وصلت عن طريق محامين إلى نادي الأسير الفلسطيني: إن المعيشة داخل الغرف قمعية جداً بسبب ضيق الغرف التي لا تتسع سوى لثلاثة أسرى، في حين أنه يتم زجّ خمسة من الأسرى في كل غرفة، ولا تسمح الإدارة بإدخال الأغطية الشتوية والاحرامات، والبطانيات المستخدمة سيئة جداً، والطعام سيئ كماً ونوعاً، واليهود الجنائيون هم الذين يطهون الطعام، والأسرى يجبرون على تناول الطعام داخل غرفهم في الوقت الذي يوجد فيه نقصٌ حادّ في مواد التنظيف.
وبسبب رداءة الطعام يعتمد الأسرى على شراء المعلبات على حسابهم الشخصي.. وقال الأسرى إن ساحة النزهة «الفورة» ضيقة جداً ولا تتسع للأسرى خصوصاً في أوقات الصلاة حيث يكونون محشورين، ولا يسمح لهم الخروج للساحة سوى ساعتين يومياً، ولا يوجد وقت لممارسة الرياضة.
وأضاف الأسرى في رسالتهم: إن أبرز أشكال المعاناة للأسرى هي الإهانة أثناء التفتيش داخل القسم حيث يُجبر الأسرى على التعرّي أثناء التفتيش، ومن يرفض يتعرّض للضرب بعد أن يتم وضعه في الزنازين.
مياه الأمطار تسربت إلى داخل الخيام القديمة والرثة مما زاد الوضع سوءاً وتدهوراً
وعلى صعيد متصل بمعاناة الأسرى الفلسطينيين ناشد الأسرى في «معتقل النقب الصحراوي» المؤسسات الحقوقية والدولية، التدخل لدى إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي لتحسين الأوضاع المعيشية التي ساءت جراء الأحوال الجوية في الآونة الأخيرة.
وأوضح الأسرى البالغ عددهم 1642 أسيراً في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه: أن مياه الأمطار تسربت إلى داخل الخيام القديمة والرثة أصلاً، مما زاد الوضع فيها سوءاً وتدهوراً، مشيرين إلى أنهم توجهوا إلى إدارة السجن لحل هذه المشكلة دون جدوى..!!
وفي السياق ذاته عبر الأسرى عن استيائهم من وضع المرافق الصحية داخل المعتقل، حيث تستخدم «الكونتينرات» كمرافق صحية، موضحين أن إدارة المعتقل رفضت تغيير أماكن المرافق الصحية المقابلة للخيام، لأنها تعتبر مكرهة صحية في محيط خيامهم ولكن دون جدوى.
الأسيرات الفلسطينيات:ما حدا داري فينا، لا عربي ولا غربي
هذا وطالبت الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجن الرملة وسائل الإعلام المحلية والعربية بمناقشة أوضاعهن الصعبة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإعداد البرامج الخاصة عن الأسرى والأسيرات الذين يمرون بظروف صعبة للغاية بعد منع الصليب الأحمر من زيارة الأسيرات بالمطلق داخل السجن.
وبعثت الأسيرة فادية أبوالحيات من داخل أسوار سجن الرملة برسالة دعت فيها إلى إعداد البرامج التي تناقش أوضاعهن بالسجن بالتنسيق مع الصحفيين الفلسطينيين، قائلة: لنا حقوق داخل المعتقل ندافع عنها كما لنا حقوق خارجه، مضيفة: أرجو تفضيل قضية الأسيرات.
وقالت أبوالحيات في رسالتها: إن الأسيرات أضربن عن زيارات الأهالي بعد أن منعت سلطات السجن الصليب الأحمر من زيارتهن في خطوة لفصلهن عن العالم الخارجي، مؤكدة أن تلك الخطوة وإضرابهن عن الطعام كل يوم أحد، يأتي ضمن الإضراب احتجاجاً على ممارسات سلطات السجن وإشارة إلى عدم رضوخ الأسرى والأسيرات لتلك الممارسات.
وانتقدت الأسيرة الفلسطينية في رسالتها اهتمام العالم كله بقضية الجنود الإسرائيليين الثلاثة المختطفين لدى حزب الله وبالمقابل عدم الاهتمام، ونسيان معاناة «80» أسيرة وأكثر من «7500 أسير» داخل السجون الإسرائيلية قائلة: «ما حدا داري فينا لا عربي ولا غربي وكلهم بحكوا أسرى وما بحكوا أسيرات.. يا خوفي حسن نصر الله ينسانا..» مضيفة: «الشعب ناسينا بدوحسن نصر الله يتذكرنا».
وأشارت الأسيرة أبوالحيات إلى أن سلطات السجن وضعت ثلاثة حواجز على شبابيك الزيارة، بحيث لا يستطيع الزائر أوالأسيرة السماع أوالرؤية من خلال الحواجز، ملمحة إلى أن قوات الاحتلال تمنع إدخال المواد الغذائية والملابس وأدوات التسلية كالخياطة والتطريز وغيرها من الأهالي إلى الأسيرات.
لائحة اتهام إسرائيلية ضد أم فلسطينية ل«سبعة أطفال»
وعلى صعيد متصل بقضية الأسيرات الفلسطينيات قدمت النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية صباح يوم «الخميس» الماضي لائحة اتهام ضد لطيفة ضراع، التي تسكن في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين وهي أم لسبعة أولاد، جاء فيها أنها نقلت حزامًا ناسفًا إلى إسرائيل من أجل تنفيذ عملية فدائية.
وورد في لائحة الاتهام أيضاً أن لطيفة ربطت الحزام على جسدها.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن العملية التي كان من المخطط تنفيذها في الثامن من تشرين أول/ ديسمبر 2003 الماضي، في مدينة «رأس العين» وسط إسرائيل أحبطت على يد قوات الأمن الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة قبل وقوعها.
وجاء في لائحة الاتهام أن ضراع كانت تعلم بجميع تفاصيل العملية، وقامت بنقل الحزام الناسف إلى موقع قريب من بلدة كفر قاسم، حيث سلمته لناشط فلسطيني من أجل تنفيذ العملية.
القضاة الإسرائيليون: ينبغي على عقل أن يبقى وراء القضبان ما تبقى من عمره
إلى ذلك أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية يوم الخميس الماضي حكما بالسجن المؤبد لـ14 مرة متراكمة، و40 سنة أخرى، «390 عاماً»، على الفلسطيني محمد عقل «23 عاما» من حركة الجهاد الإسلامي، بادعاء انه كان المسؤول عن إرسال الفدائيين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية على مفترق «كركور» في وادي عارة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2002، والتي أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليا.
وكانت المحكمة العسكرية الاسرائيلية قد قضت على سعيد طوباسي رفيق محمد عقل قبل نحوشهرين بالسجن المؤبد 13 مرة متراكمة.وقال القضاة الإسرائيليون: ينبغي على عقل أن يبقى وراء القضبان ما تبقى من عمره وإلى الأبد..
|