* الطائف - فهد سالم الثبيتي
أكد عدد من الأدباء والمثقفين بمحافظة الطائف أن مهرجان الجنادرية تفاعل للأفكار والرؤى من أجل المحافظة على تراث الأمة وثوابتها في إطار تجمع عربي كبير ضمن عرس ثقافي عربي قومي حيوي يهدف إلى إبراز الحركة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية.
في البداية تحدث الأستاذ علي بن حسن العبادي رئيس النادي الأدبي بمحافظة الطائف وقال: «الجنادرية هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة في حلقتها التاسعة عشرة من أعظم الأعمال التي ابتكرتها وأقامتها بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية فمازال والحمد لله هذا المهرجان يسهم في دعم ورعاية الثقافة العربية ورفعة شأنها مع حفاظه على الموروث العربي العظيم ويكفي أن هذا المهرجان يدعى إليه كبار المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين حيث يسهمون من خلاله بكل ما لديهم وكأنهم يعودون بنا إلى تاريخ مضى وتجمعات «سوق عكاظ» التي كانت تقام على أرض الجزيرة العربية في عصر صدر الإسلام.
وقال: «يكفينا فخرا في المملكة العربية السعودية تنظيمنا لهذا المهرجان الذي ظل وما زال حديث العالم فقد بذلت كافة الجهود وسُخِّرت كامل الطاقات في سبيل الاهتمام الكبير من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين والمتابعة الجادة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الرئيس الأعلى لمهرجان الجنادرية الثقافي لإظهار هذا المهرجان الذي مكَّن المملكة من التربع على عرش الثقافة العربية».
ويقول الدكتور عالي بن سرحان القرشي: «إن المتتبع لفعاليات مهرجان الجنادرية والأنشطة الثقافية والأدبية المختلفة التي يمتعنا بها كل عام واستضافته لأعلام النقد والأدب وطرحه للعديد من القضايا الأدبية والفكرية المتنوعة التي تهم الأديب والمثقف العربي يعرف تماماً أن هذا المهرجان تظاهرة ممزوجة بتراث الماضي مع الحاضر ومحافظته على التراث العربي الأصيل وذاكرة الأمة.
ويعرف الجميع أن هذا المهرجان بمثابة المؤتمر العام الذي تحشد له إمكانات ضخمة وذلك لإثراء الفكر العربي والإسلامي وهو تظاهرة تسهم في ازدهار الثقافة العربية ورفع صوتها في كافة المحافل.
ويأتي هذا المهرجان في هذا العام ليعرِّف العالم بأننا نحن أصحاب ثقافة وفكر وتراث وأننا أمة صاحبة تراث وفكر وحضارة ولسنا إرهابيين كما يصفنا العالم اليوم.
ويؤكد الأستاذ مناحي القثامي أن الجنادرية يعد سوقاً عربية للتراث والفكر والثقافة والأدب والإبداع يحضره التلميذ والأستاذ والمغربي والمشرقي، يعرضون نتاج فكرهم وإبداعهم الثقافي وإثراء الساحة الثقافية العربية. وإظهارها بأبهى وأجمل صورة مع إيصال صوت قوي لكل العالم بقوة فكرنا وتراثنا.
ومضى يقول: «أعتقد أن الجميع بحاجة إلى إبراز التراث والحفاظ عليه والتنوير من خلال حوارات وقضايا تُطرح سنوياً من خلال هذه التظاهرة الكبيرة التي تقام على أرض مباركة هي منبع الإبداع الفكري العربي».
وقال: «على مرِّ السنوات الماضية أسهم هذا المهرجان في دعم الثقافة العربية وإجلاء شأنها كما كان له الدور الكبير في حصول الرياض على جائزة عاصمة الثقافة العربية لدوره في إعطاء وإبراز صورة مشرِّفة وزاهية للثقافة العربية المعاصرة التي تنطلق من قاعدة تراثية ثابتة ومهمة ومؤثرة في حضارات العالم.
أما الكاتب المعروف الأستاذ حمَّاد بن حامد السالمي فذكر بأن مهرجان الجنادرية يتسم بالشمولية والموسوعية حيث تتعدد رؤى وحقول فعالياته ويعدُّ من أنجح المهرجانات حيث استطاع أن يفرض نفسه على شتى الدوائر الثقافية من خلال مناقشته مواضيع أدبية وثقافية مهمة وحيوية.
وعزا السالمي الاهتمام الإعلامي على المستوى العربي بالمهرجان حيث لم يتناوله في صحفه بشكل موسع سوى الاكتفاء بخبر مقتضب دون التوسع في ذكر مجالاته واهتماماته على الرغم مما يثار من خلاله من قضايا شديدة الحساسية وأهميتها بالنسبة لمستقبل الثقافة العربية مُهيباً بكافة وسائل الإعلام العربية وخصوصاً المرئية من قنوات فضائية واسعة الانتشار بأن تسلط الضوء أكثر على هذه التظاهرة العربية التي باتت تهم كل العرب وليس السعوديين فقط، وقال: «هل سنرى الحوارات والندوات وكافة مناشط فكرنا العربي في الجنادرية من خلال هذه القنوات».
ويقول الدكتور عائض بن محمد الزهراني:
«هناك العديد من القضايا التي تثار داخل هذا المهرجان فهي نشطة ومثيرة وفعَّالة تقوم على تناول قضايا الفكر من خلال مبدعين ومثقفين حرصوا على المشاركة».
وأشار الدكتور الزهراني إلى أن المملكة العربية السعودية استطاعت عبر المهرجانات السابقة للجنادرية وما زالت تثبت للعالم العربي كله أنها راعية الأدب والثقافة والفكر وتبذل جهوداً مضنية لإرساء قيمة الحوار وإبراز الحضارة العربية وفضلها على الحضارات الأخرى كونها تمثل باكورة النهضة في الفكر العالمي.
وذكر بأن المملكة العربية السعودية تسهم وبشكل كبير في إثراء الثقافة العربية من خلال الاهتمام بالثقافة المحلية والعربية وهذا يجعلها تتقدم وتقدم جيلاً ثقافياً واعياً ومميزاً ونافعا للحركة الثقافية.
ويشير الدكتور عائض بن ضيف الله الثبيتي إلى أن مهرجان الجنادرية استلهام للماضي واستشراف للمستقبل ضمن عرس فرحي يثري الحركة الثقافية العربية ويعمل على تلاقح الأفكار والرؤى بين المبدعين والمثقفين داخل هذه التظاهرة الجميلة.
وقال: «ظلت المملكة العربية السعودية على مرِّ الأزمنة هي المنبع للثقافة وإنني أرى سوق عكاظ وأهميتها في هذا المهرجان الكبير الذي يجمع بين الثقافات العربية ويحمل العديد من أنواع الفكر والثقافة والفنون المتعددة ويمكن من خلاله توضيح حقيقة الإسلام وصلته بالغرب من خلال ما يثار من حوارات وأفكار يُدعى إليها أدباء ومفكرون وشعراء من كافة الأقطار العربية لهذا يحسب لمهرجان الجنادرية اهتمامه بالجانب التراثي العربي وذلك لإدراك القائمين عليه بأهمية التراث في حياة الشعوب وكذلك اهتمامه بالفن حيث يُعدُّ كل عام مهرجاناً فنياً يعكس بصورة جلية وواضحة للعالم تاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها.. إذاً مهرجان الجنادرية نموذج يحتذى به وسباق لإبراز الحضارات ومنبر ثقافي وإبداعي وفكري.
|