نشرت بعض الصحف أن محلاَّ للذهب في منفوحة قد جاء إليه في غلس الليل أفارقة وسرقوه؛ وأن صاحب العمارة المتقدّم في السن رآهم فهدَّدوه وتركهم لأنه لا يستطيع مقابلة أربعة أشداء في الجسم وهو رجل كبير في السن؛ المهم أنهم أخذوا من الذهب ما استطاعوا حمله وذهبوا بالذهب.
الخبر في حد ذاته مرعب وظاهرة بدأت تستشري وخاصة السرقات؛ ثم هي أيضا ًمؤشر إلى وجوب التصرف بسرعة وسلامة تخطيط؛ ولأن مثل تلك الحالات الأمنية يجب مراعاتها بتكثيف الأمن؛ وخاصة في الأحياء التي تقل فيها الدوريات أو أن عددها لا يغطي كل المكان. من هنا نسأل ونتساءل عن دور القطاع الخاص الذي هو مستفيد من النمو الاقتصادي ونقول: ماذا قدَّم القطاع الخاص؟ وبالأخص أصحاب البضائع التي تغري بالسرقة كالذهب وغيره؟ الجواب أنهم لم يقدموا شيئا؛ وأن العبء كلَّه على وزارة الداخلية؛ وطبعا هذا من مهامها؛ لكن أين وقفة أولئك مع الوزارة وتكاتفهم معها؟
أعتقد أن الحل بسيط جداً؛ وهو غير مكلِّف لا لهم ولا للوزارة نفسها؛ ويتمثل في التعاون بين الوزارة والمستفيدين وتنظيم طريقة للتعاون.
والطريقة هي مَنْح فرص عمل للشباب السعودي وما أكثرهم ليكون هؤلاء الشباب على وظائف هي قديمة المسمَّى وذات جدوى أيضاً وهي وظائف العسس (جمع عسّه؛ وهو الحارس الليلي) والعسس نظام قديم كان معمولا به في مدينة الرياض؛ ولهم جهود آنذاك في حفظ الأمن.
والتعاون الذي أشرت إليه أن يكون رواتب هؤلاء العسس على أصحاب المحلات؛ أي أن يدفع صاحب المحل مائة ريال مثلا؛ ويرتبط ويلتزم بها؛ أما التنظيم والمواصلات وغير ذلك فيكون عن طريق وزارة الداخلية؛ بحيث يكون هناك مديرية في المدن الكبرى تسمى «مديرية العسس» تابعة للأمن العام ويكون دخل مرتباتهم بجمعها من المحلات سواء شهريا أو كل ستة أشهر أو سنويا؛ وبذلك يكثر رجال الأمن؛ وكذا يُخفَّف العبء عن وزارة الداخلية؛ ويسهم المستفيدون مع الدولة؛ وكذا نوجد عملاً لكثير من شبابنا الذين أغلبهم يبحث عن عمل؛ ثم أيضاً نخفف من البطالة لدى الشباب؛ أما مسألة التنظيم لشؤون أولئك الأفراد فالمديرية العامة للعسس هي التي تتولاه.ومثلما يعطينا الوطن من أمن ورفاه وفرص ثراء؛ فيجب أن نعطيه تعاونا ومساهمة؛ وهذا من التعاون على البرِّ والتقوى؛ أمَّا أن نكون مجرد آخذين وسلبيين فهذا هو النكران والجحود لوطن ننعم فيه بالخير.
نحتاج فقط إلى أن نتحرك بسهولة وشفافية نحو تحقيق أهداف الوطن وأمنه واستقراره؛ ولا ضَيْر في أن تشمل تلك الرؤية القطاع الخاص الذي قد أعفي من الضرائب وغيرها مما يعطيه ربحية أكثر.. فقط لا بد أن نساهم من أجل الوطن؛ هذا والله المستعان.
فاكس 2372911
|