في السابق كانت معظم الحوادث المرورية خاصة البسيطة منها تنتهي بالصلح بين الطرفين تحت بند العفو والمسامحة أو «دفاعة البلاء» أو النخوة والمروءة، ولذلك فلا حاجة لحضور رجال المرور ولا مشكلة في تأخر ذلك الحضور احياناً مادام ذلك سيدفع اطراف الحادث للصلح والعفو بعد تدخل اصحاب الفزعة!!
أما الآن ومع إلزامية التأمين على جميع قائدي السيارات ولأن شركات التأمين لن تعترف إلا بتقارير المرور ولن تُلزم بدفع حقوق المؤمنين الا وفق ضوابط رسمية يقرها رجل الأمن الذي يباشر الحادث لذا فلم يعد أمام أصحاب السيارات خيار سوى انتظار سيارة المرور عند كل حادث حتى ولو أدى ذلك إلى الوقوف في الشارع لعدة ساعات..
وهذا ما يفسر طول بقاء الحوادث لفترات طويلة في مواقعها في الآونة الأخيرة.
وأمام هذا الوضع الجديد أصبح على مسؤولي المرور اعادة حساباتهم فيمن يحق له مباشرة الحوادث ومتى وكيف، فالوضع بعد التأمين اختلف عما قبله. والسائق المؤمِّن يريد حقه وشركات التأمين تريد حقوقها أيضاً مثلما هي مطالبة بتسديد التزاماتها وواجباتها بعد ان ولى زمن «معليش وكلٍ يصلِّح سيارته».
|