في مثل هذا اليوم من عام 1941 م طلب الادميرال الامريكي بن مرشال تفويضا من قيادة القوات البحرية الأمريكية لتشكيل وحدات إنشاءات في القوات البحرية الأمريكية تستطيع بناء أي شيء من المطارات إلى الطرق في ظل ظروف المعارك، وحملت هذه الكتائب اسماً يتكون من الاحرف الاولى من كلمتي «كتيبة الانشاءات» وهي المعروفة في الجيوش العربية باسم «الاشغال».
وقد اختير الرجال لهذه الوحدات الجديدة من بين هؤلاء الذين لديهم خبرات سابقة في مجال الانشاءات والمباني، وبالفعل كان من بين العناصر الاولى التي انضمت إلى هذه الوحدات الجديدة رجال ممن شاركوا في بناء سد بولدر والكثير من الطرق السريعة على مستوى الولايات المتحدة وناطحات السحاب، وقامت هذه الوحدات بشق الانفاق كما عملت في مجال تطهير الالغام، كما كان لدى البعض منهم خبرة في مجال إنشاء حاملات الطائرات ومد خطوط الاتصالات عبر المحيط.
وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية كان عدد العمال من كافة تخصصات الانشاء والتعمير التي بلغ عددها ستين تخصصا ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً والذين انضموا إلى كتائب الانشاءات قد بلغ أكثر من 325 ألف فرد، كما أن الضباط الذين تولوا قيادة هذه الوحدات كانوا أيضا من بين كبار المتخصصين في هذا المجال وهم مهندسون في شركات مقاولات مدنية، ومن بين 11 ألف ضابط في القوات الأمريكية في ذلك الوقت كان هناك ثمانية آلاف ضابط في وحدات الانشاءات، ورغم أن وحدات الانشاءات من الناحية الفنية البحتة كان تعتبر وحدات دعم ومعاونة فقط إلا أنها تلقت تدريبات كوحدات مشاة مقاتلة كما أنها كثيرا ما كانت تجد نفسها في مواجهة معارك ضد قوات العدو أثناء قيامها بتنفيذ مشروعات البناء التي تتولاها، كما تم ارسال هذه الوحدات إلى مناطق الحرب في جزر الازور الاسبانية وإلى شمال إفريقيا والبحر المتوسط والمحيط الهادي وشواطئ نورماندي في فرنسا، وقد تحولت بعض إنجازات وحدات الانشاءات إلى أساطير، فقد تمكنت هذه الوحدات من إنشاء مطارات ومنشآت الدعم والمساندة للقاذفات الثقيلة من طراز بي 52 في أسبانيا وجوام بالمحيط الهادي بالاضافة إلى الموانئ اللازمة لاستقبال الامدادات لقصف اليابان، كما عانت هذه الوحدات من خسائر بشرية كبيرة من اجل البحث عن وسائل مبتكرة لمساعدة قوات الحلفاء في الحرب وأثناء نزول هذه القوات على شواطىء صقلية، فقد كانت وحدات الانشاءات أول من نزل على شاطئ صقلية أثناء عملية تحرير إيطاليا، وكانت مهمة هذه الوحدات تحطيم الحواجز المعدنية والخرسانية التي أقامها الالمان لعرقلة غزو الحلفاء لايطاليا، وكان شعار الانشاءات «نبني ونحارب».
|