في مثل هذا اليوم من عام 1908 م تعرضت أوروبا إلى اعنف زالزال في تاريخها المكتوب حيث ضرب الزلزال منطقة سترايتس أو ميسينا جنوب إيطاليا و أتى بالكامل على مدن ميسينا في جزيرة صقلية وريجيو دي كالابريا في الاراضي الايطالية،اسفر الزلزال عن مقتل أكثر من مئة الف شخص.
وكانت منطقتا صقلية وكالابريا تعرفان باسم «أرض الرقص» بسبب النشاط الزلزالي المتكرر فيها، ففي عام 1693 مات أكثر من ستين ألف شخص في جنوب صقلية بسبب زلزال عنيف، وفي عام 1783 دمرت مدينة تيرنيان بمنطقة كالابريا بسبب زلزال عنيف ومات حوالي خمسين ألف شخص، وكان زلزال 1908 الاكثر تدميراً من حيث عدد الخسائر البشرية لأنه وقع في الساعة الخامسة والثلث صباحا حيث هاجم الناس وهم نيام داخل منازلهم وليس وهم في أماكن أكثر أمناً مثل أماكن العمل أو الحقول، بلغت قوة الهزة الاولى في هذا الزلزال سبعاً ونصف درجة بمقياس ريختر، وقدأدى الزلزال إلى انهيار أكثر من تسعين في المئة من منازل مدينتي ميسينا وريجيودي كالابريا، كما انهارت خطوط التلغراف وخطوط السكك الحديدية الامر الذي عرقل جهود الاغاثة. ولكي تكتمل المأساة فإن سلسلة طويلة من التوابع والهزات الاصغر توالت على المنطقة المنكوبة في أعقاب الزلزال الكبير يوم 28 ديسمبر، أدت هذه التوابع إلى سقوط ما تبقى من المنازل بعد الزلزال الكبير.
وفي الثلاثين من ديسمبر وصل الملك فيكتور إيمانويل الثالث ملك إيطاليا على متن سفينة حربية إلى مدينة نابولي في جنوب إيطاليا لتفقد الدمار الذي أسفر عنه الزلزال.
ليس هذا فحسب، بل إن الامطار بدأت تهطل على المنطقة في الوقت الذي كان فيه الناجون من الزلزال والمصابون لا يرتدون أكثر من ملابس النوم التي كانوا بها عندما وقع الزلزال الكبير في الخامسة والثلث صباح الثامن والعشرين من ديسمبر، ولم يجد الناس مأوى سوى اللجوء إلى الكهوف والعشش التي أقيمت من أنقاض المباني المنهارة، وقد واجه عمال الاغاثة الكثير من العقبات بسبب طبيعة شاطئ منطقة ميسينا سترايتس.
| 
