صدور رواية «أرخبيل الكولاج» لسولجنستين

في هذا اليوم من عام 1973 م أصدر الروائي السوفيتي المنشق ألكسندر سولجنستين روايته الشهيرة «أرخبيل الكولاج» التي كانت تشريحا أدبيا لنظام الحكم البوليسي في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة من عام 1918 وحتى عام 1956. نشرت الرواية باللغة الروسية في البداية في العاصمة الفرنسية باريس، وكان هذا الكتاب هوالجزء الاول من ثلاثة أجزاء صدرت بعد ذلك، وكان الوصف الدقيق والواضح للقمع والارهاب السياسي في الاتحاد السوفيتي سببا رئيسيا في ترجمة هذه الرواية بسرعة شديدة إلى العديد من لغات العالم كما تم نشرها في الولايات المتحدةبعد شهور قليلة من صدورها بالروسية في فرنسا. تضمنت الرواية الكثير من تفاصيل المؤامرات السياسية للاتحاد السوفيتي منذقيام الثورة البلشفية عام 1917 وحتى عام 1956. وفي مقدمة الكتاب نشر المؤلف تحذيرا من أن قراءة الرواية تمثل خطرا بالنسبة للقراء الروس عام 1973، وكانت أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه أكد على أن نظام الحكم الارهابي والبوليسي كان ضرورة لازمة لاستمرار الاتحاد السوفيتي، وكانت هذه الرؤية تمثل انحرافا عن الخط العام للسوفييت الذين كانوا يقولون إن الاسلوب البوليسي كان قاصراً فقط على سنوات حكم الزعيم الراحل جوزيف ستالين فقط وأن هذا الاسلوب انتهى بموت ستالين عام 1956، واعترف سولجنستين بأن القمع تراجع بالفعل بعد رحيل ستالين وفي سنوات حكم خورتشوف عندما أطلق سراح سولجنستين نفسه من السجن ولكنه كان يعتقد أنه منذ الاطاحة بخروتشوف من السلطة عام 1964 عادت الدولة السوفيتيةمرة أخرى إلى ممارسة القمع والارهاب، وكان شعوره بخيبة الامل بسبب عودة بلاده إلى هذه الاساليب القمعية السبب الرئيسي وراء نشره لهذا الكتاب.