* كتب - الحميدي الحربي:
الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن.. مبدع طوّف بالكلمة الشعبية أرجاء الوطن العربي عبر حناجر نخبة من كبار الفنانين.
ابتكر في الصور الشعرية وتراكيب الالفاظ مثل قوله:
كن السهر درب عليه بتجيني
ولا ودي أقطع درب لاماك برقاد
|
أو قوله:
رمح الشمال اللي طعن مهجة الغيم
شق السحاب وسالت الشمس منّه
|
أو قوله:
لولاك مازار الفرح دار الأحباب
ولا لوحت شمس المحبة جبيني
|
أو قوله:
أتعب على المعنى ويسهرني القاف
ويلذ لي تجريح عذب القوافي
|
أو قوله:
زل الطرب يا موجع الطار بالكف
شابت قوافي الليل نور الضحى لاح
|
أو قوله من نفس القصيدة:
شفتك ولا أدري من قضب غيرك الصف
ناسٍ كثير وكنهم عندي أشباح
الا أنت ياللي عندك الشوف وقف
كنه فنار لاح فعيون ملاح
|
إلى آخر القصيدة:
وإبداعاته الأخرى في مجال الشعر الغنائي التي يعرفها القراء أكثر مني.
هذا «البدر» المشرق إبداعاً تسرّب إليه الملل من ساحة الشعر الشعبي التي «اختلط حابلها بنابلها» فاتجه إلى الأصل - اللغة الفصحى- إذ كان يعكف منذ سنوات على كتابة رواية ستصدر قريباً وكتاب آخر يضم مقالات ومقطوعات شعرية كتبها باللغة الفصحى.
والمتتبع لساحة الأدب الشعبي يلاحظ عزوف «البدر» عن النشر إذ كانت آخر قصيدة نشرت له قبل عام في جريدة الجزيرة عن الوطن ورموزه الكرام.
البدر وإبداع الفصحى
بدأ ولع الأمير بدر بن عبدالمحسن بالادب الفصيح منذ الطفولة كما ذكر في أكثر من لقاء.. وأنا شخصياً لم أقرأ له شعراً فصيحاً إلا في «الأوبريت» الذي كتبه للمهرجان الوطني للتراث والثقافة عام 1419هـ والذي يتحدث عن الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية.
وكان مقطعاً رائعاً في ذلك الأوبريت الذي لم ولن يتكرر كما هي إبداعات البدر دائماً.
أما في المقالة والمقالة الصحفية بالذات فقد نشر له الكثير في الصحافة المحلية والخليجية وكان نثره مميزاً كما هو شعره.
أسباب متوقعة لهذا العزوف
في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك زرت سموه في مزرعة الخالدية حيث يقيم في العيينة شمال غرب مدينة الرياض... وتحدث سموه عن الشعر عامة وعن الصحافة المتخصِّصة حديثاً لا يخلو من المرارة والأسى على ما آل إليه حال الشعر الشعبي في الصحافة حيث صار سهلاً طريق النشر فيها دون تمييز أو تفريق بين الغث والسمين.
وتحدث عن نقطة أخرى هامة وهي التقليد الأعمى لدى البعض ممن تفرد لهم المساحات ليسودوا بياضها بكلام مكرور وأفكار مبتورة.. وقال سموه: نادراً ما تجد أي نص يشدك في فكرته أو مفرداته.. فكل النصوص التي تنشر متشابهة تقريباً. «قلت في نفسي - أنا وليس الأمير بدر بن عبدالمحسن- »: لأن الهدف لدى الاكثرية هو نشر الصورة التي يهتم بها كثيراً على حساب الصورة الشعرية والفنيات الأخرى للقصيدة.
وبعد نهاية لقائي بسموه استأذنته بنشر ملخص ما دار بيننا عن الشعر الشعبي وإصدارات سموه الفصيحة المنتظرة فصمت قليلاً ثم قال: «بكيفك»..
وهأنذا أنقل لعشاق إبداع سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن من خلال هذه السطور إضافة جديدة لمسيرته الشعرية الحافلة بالإبداع الراقي من خلال إصدارين جديدين في أدب اللغة الفصحى سيكونان حتماً إضافة جديدة للمكتبة لتميُّز «البدر» في كل شيء وفي مقدمة ذلك الشعر..
وهنا يبرز سؤال ستحمل اجابته الايام القادمة وهو كم سيكون عدد المتحولين من العامية إلى الفصحى بعد عام؟!
|