اطلعت على الملحق الإعلامي بعدد الجزيرة 11403 الصادر يوم الخميس 24/10/1424هـ وذلك عن تغطية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، لكل من شقراء وأشيقر والحريق، ضمن اهتمامات سموه بقطاع السياحة والآثار والتي تزخر بها محافظة شقراء، وقد أثنى سموه على الجهود المبذولة لحفظ التراث والآثار، وأكد أن هذا الجزء الغالي من وطننا يمتلك مقومات سياحية سترصد ضمن مواقع الجذب.
والمعروف من سموه حفظه الله تلمس اماكن السياحة في ارجاء الوطن، وبهذه المناسبة ادعو سموه الكريم لزيارة محافظة الخرج والدلم وكافة المدن الاخرى لوجود عدد من المواقع الاثرية التي تتطلب الاهتمام بها والحفاظ عليها والسعي لرصدها ضمن مواقع الجذب السياحي السعودي.
والدلم عاصمة الخرج التاريخية تعد مكسباً للسياحة لقدم المدينة ووجود مقومات السياحة فيها، فهي مدينة الحضارات السابقة، والسامقة ومدينة الزراعة والآثار، فهي لا تخلو من مصادر المتعة ومواطن الراحة والهدوء كما أنها ذات الهواء العليل الذي تخالطه روائح زكية من زفير الخضرة والاعشاب لذا فإن وقت العطل فرص سانحة لزيارة الدلم وغيرها من بلدان الخرج فهي دعوة مفتوحة ليجد المرء مكاناً رحباً خاصة في موسم الربيع والامطار الذي نعايشه الآن. وهي ايضاً ذات موقع استراتيجي على طريق الجنوب الدولي المؤدي للعاصمة الرياض.
إن الدلم تقع جنوب شرق الرياض وتبعد عنها 100 كم وترتبط بمدينة السيح بطريق العيون بحوالي 20 كم مكونة مع السيح شرقاً والهياثم شمالاً ونعجان شمال غرب والسلمية واليمامة شمال شرق والصبيعة وغيرها من القرى والهجر « محافظة الخرج» معقل الحضارات الضاربة في القدم ذات الرونق الخاص بطبيعتها واناقتها والتي لم تنس ماضيها العريق الذي يعبق منه حاضر ممتد اخضر جميل جعلها موطناً للامم التي تنازعت عليها من قديم الازمان.
لقد اثبتت الدراسات الجيولوجية والكشوفات الاثرية التي ظهرت حتى الآن عندما كانت الجزيرة العربية في الازمان الغابرة انها قطعة من الفردوس المنثور تغمرها الاشجار والازهار وتتدفق فيها العيون والأنهار وتكثر فيها الحيوانات والطيور لقد اصبحت الآن بفضل الله ثم بدعم حكومتنا الرشيدة ذات مساحات خضراء شاسعة تضخ عطاءً وخيراً ليس للزراعة فقط بل لنمو الاعشاب بشتى انواعها فتكسو الارض خضرة وجواً طلقاً حيث ان معدل الامطار اذا قيس بالمناطق الجنوبية بالمملكة يبلغ من (50-100) مللي في السنة ويزداد كلما اتجهنا غرباً وجنوباً ليصل إلى 150 مللي مما جعل مواطن الاستجمام في الربيع تتركز في الاودية العملاقة حيث الروضات الغناء والغابات والزراعات المختلفة والنخيل الباسق طلعها.
ان الدلم عاصمة اقليم الخرج السابق بل كانت تعنى بالخرج إلى ان نشأت مدينة السيح المجاورة لها من جهة الشرق وبفعل الحركة التجارية والتطور العمراني ووجود الشركات والمؤسسات ونزوح عدد من سكان المناطق الاخرى اليها لتوفر فرص العمل تحول مسماها من «السيح» الى «الخرج» «باطلاق العموم على الخصوص» وبقيت الدلم بطابعها القديم ولمساتها الحضارية التي يلائمها لان تكون محطة اهتمام من هيئة السياحة والتراث ومنها:
1- سور الدلم: مبني من الطين وله ثلاث بوابات بمساحة 000 ،250م2 ويقع في قلب الدلم الام وقد امر ببنائه الامام فيصل بن تركي آخر شهر شعبان عام 1253هـ لحماية البلدة من غزو الترك في ذلك الوقت.
2- قصور آل زامل: وتقع في وادي ماوان غرب الدلم وهم امراء الدلم السابقون.
3- غار الامام تركي: ويقع في اعالي هضبة علية غرب الدلم قرب جبل شنة.
4- اطلال خفس دغره: جنوب شرق الدلم فيه عبر وقصص سطرها التاريخ وحفظها الرجال.
5- آثار برقة: جنوب الدلم على طريق الجنوب وهي مدفونة تحت الارض قامت قبل الاسلام.
6- آثار مخينق: جنوب الدلم وهي كسابقتها.
7- قصور « الفضاء - الفريع - موافق - الريان - هينة - فيهق الخراب».
8- آثار حلة الدلم وحليَّة.
9- مدافن عين الضلعة بجبل الدام شرق الدلم.
ومن أماكن الراحة والاستجمام الممتعة:
1- أعالي هضبة علية ذات الهواء العليل والجو البارد فيها كهوف وقيعان تتواجد فيها المياه من اثر الامطار ويدوم طويلاً صافياً عذباً.
2- وادي العين: غرب الدلم ويبعد 30كم في جنباته غابات واعشاب ومزارع ويصب في نعجان.
3- وادي ماوان الذي يتحد مع مويوين والقري لتصب سيوله في الدلم ويبعد غرباً 25 كم ويمر على روضات ساحرة كروضة الخبي وروضة تمير المزدانتين بالاشجار الوارفة الظلال.
4- وادي وثيلان. فيه جمال الطبيعة الأخاذ وما جاوره كروضة السوط التي تتحول في الربيع بساطاً اخضر جميلاً.
5- هجلة الكدن: وتقع بخفس دغرة جنوباً.
6- روضة المرداسية كسابقتها.
7- وادي العقيمي جنوباً واراضيه الفسيحة.
8- وادي بلجان وأبا لناس شمالاً ويصبان في الضبيعة.
9- غابة الضاحي ورمال المغسل الذهبية.
ومن أماكن التسوق في الدلم:
1- سوق الدلم العام وهو سوق قديم فيه جميع انواع السلع والخضروات يقام يومي الاثنين والخميس.
2- سوق الخضار والفواكه في الصحنة على طريق الجنوب يقام مساء كل يوم.
3- سوق الاقمشة والكماليات في الصحنة.
4- اسواق الدلم الدولية طريق (الدلم الصحنة).
بالاضافة الى وجود الاستراحات والمطاعم والمتاجر وكافة المستلزمات الضرورية والخدمات اللازمة.
نتمنى ان يجد زائر الدلم المتعة والفائدة وقضاء وقت جميل ممتع.
ونتمنى من هيئة السياحة ان تجد ضالتها في هذه البلدة والبلاد التاريخية الاخرى حتى تكون مملكتنا ذاخرة بالسياحة ويكون للسياحة دور ريادي في الاقتصاد الوطني الذي يساهم في النهضة التي تشهدها مملكتنا بفضل الله ثم بفضل دعم ومؤازرة حكومتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في اسعاد المواطن ورقيه وتطور الوطن ونهضته والله من وراء القصد.
حمد بن عبدالله بن خنين / الدلم
|