أمشي لكن إلى أين لا أعلم، خطاي تقودني، فجأة أصبحت أمام بوابة كبيرة دفعتها بكل قوتي فانفتحت دخلت فإذا بعيني يصيبهما الذهول مما رأت، إنه شارع لا أرى له آخر مليء بالشر تراجعت إلى الخلف والتفت إلى البوابة فلم أجدها لقد اختفت ولم يبق منها سوى لونها وشكلها في ذاكرتي، سرت إلى الأمام بحذر أحدق بكل من يمر بي لعلني أعرفه وأفاجأ بأنه يضع قناعاً على وجهه بدأ الرعب يسلك طريقه إلى قلبي، فالكل هنا يضع قناعاً على وجهه ويمارس حياته بشكل طبيعي فهنا شخص يضحك وبجانبه من يضحك معه أما خلفهما من يضحك عليهما وعلى جانب الطريق هناك شخص يبكي من ضربة في رأسه ومقابله شخص يخبئ يده اليمنى خلف ظهره ممسكاً بها حجراً وبيده اليسرى يمسح دمعة الباكي أمامه، اسلك طريقاً بين الزحام وفجأة أرى على جانب الطريق رجلاً عجوزاً ساقطاً على الأرض وبجانبه قناعه وحوله أناس يبكون، بعد خطوتين منهم على الجانب المعاكس شاب في مقتبل العمر ملقى على الأرض بجانب قناعه وحوله أناس يشتمونه ويركلونه بأرجلهم، أكملت طريقي فإذا بي أرى على جانب الطريق دكاناً كبيراً لبيع الأقنعة ذهبت إليه ودفعت الباب ثم دخلت لكن الدكان فارغ!! ولا يوجد به إلا قناع واحد وقد كان يرتديه البائع هممت بالخروج فرأيت على يمين الباب مرآة وقفت مذهولاً، عندها علمت أنه كان في الدكان قناعان وليس واحداً.
|