هذا الوادي من الأعلام الجغرافية له شأن نابه وذكر خالد في الشعر والتاريخ ويمثل وادي حنيفة شريان الحياة لمنطقة الرياض والمدن والقرى والمزارع القائمة على ضفافه ويتمتع بخصائص جغرافية وبيئة زراعية وتاريخية - وهناك أودية كثيرة في اليمامة مثل وادي مياه اليمامة والذي قال فيه الشاعر:
ردوا الجمال وقالوا ان موعدكم
وادي المياه وأحساء به برد
وهناك أودية كثيرة لها روافد وبها أعلام ومسميات وهناك وادي المياه ووادي البير وغيرها من الأودية المشهورة والتي كانت تتدفق بمياه الامطار وهناك اليوم اهتمام بوادي حنيفة واجراء دراسة شاملة لتطوير الوادي كمصرف طبيعي للمياه والاستفادة من المورد المائي وتوفير مناخ ترويحي - ان المياه هي الرافد والمطور لحياة هذاالوادي التاريخي العريق الذي كانت تصب فيه أودية وشعاب طويلة وينحدر من شبه هضبة منداحة هي قلب العارض - ان المحافظة على هذا الوادي الكبير كمجرى طبيعي للامطار يجعل الانظار تتجه الى سرعة الاهتمام بتهيئته كمنطقة ترويحية لما فيه من خصائص جغرافية وتراثية في مساحاته الممتدة ولقد سبق لأمانة مدينة الرياض ان قامت بتنظيف الوادي في الجزء الممتد من عرقة حتى الضلع الجنوبي الدائري وان النخيل والمزارع والبساتين على ضفافه تزيد في جماله وتأهيله كمركز سياحي، حيث يزخر بالكثير من المقومات الترويحية والتراثية. لقد كان هذا الوادي معلما تاريخيا بشعابه ومغانيه وكان له شأن وذكر وحضارة وعمران وكان يسمى العرض كما قال الشاعر:
ولما هبطنا العرض قال سراتنا
علام إذا لم نحفظ العرض نزرع
|
وقال آخر:
ولست أرى عيشا يطيب مع النوى
ولكنه بالعرض كان يطيب
|
ولقد ذكر الشعراء وادي حنيفة كالفرزدق وجرير والأعشى وغيرهم. ولقد قرأنا أخيراً ان هيئة تطوير مدينة الرياض ستبدأ بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وادي حنيفة وإعادة تأهيل الوادي الذي يهدف الى ايجاد علاقة ايجابية بين الوادي ومدينة الرياض تستوعب فيها العلاقات المتداخلة وتصاغ في إطار تكاملي حيث يشتمل المشروع على مشاريع لمعالجة المياه دائمة الجريان بأسلوب المعالجة الجوية الطبيعية وتهذيب مجاري السيول وإعادتها لوضعها الطبيعي لدرء مخاطر الفيضانات وردم الحفر القائمة وإنشاء قنوات المياه الدائمة وإنشاء طريق لمستخدمي الوادي وقاطنيه كل ذلك من اجل الاستفادة من هذا الوادي التاريخي الجميل وفي التنزه عن طريق انشاء ممر للمشاة وان عملية تطوير وتأهيل الوادي سيكون متنفساً لسكان العاصمة ونتمنى ان يبادر اصحاب الأعمال والمستثمرون في مجالات الزراعة والسياحة والترويح والترفيه وغير ذلك من الأنشطة الملائمة وان نرى المشاريع التنموية النافعة.
|