Sunday 28th december,2003 11413العدد الأحد 5 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
يا أدباء!! إنَّه وقتُكُم!!
خيرية إبراهيم السَّقاف

ربما يحتاج الأدب العربي في هذه المرحلة إلى تكوين الشَّخصيات الأدبية المناسبة، وأشدّ ما يكون الاحتياج إلى مفكِّر يبتكر شخصية فكاهية ذات أبعاد قيَمية تصوِّر واقع وأحداث الأمَّة العربية في أدوار تستخلص الحكمة وراء الكامن، وتكشف عن أدوار التَّفريط والإفراط والضَّياع والتَّخبُّط، والتَّلون، والتَّذبذب، والاتِّكال، والاندفاع، والحذر، والخنوع، والتَّقليد، والانصياع و... ما يعكس الشَّخصيات اللاَّعبة في الأدوار الخفيَّة والظَّاهرة على خارطة التَّحرك الإعلامي والسِّياسي والفكري والاقتصادي والتَّربوي والثَّقافي والفنِّي والاجتماعي... في العالم العربي، وعلى وجه التَّحديد في المناطق ذات الحركة اليوميَّة في مساس التَّركيب «للفعل» وردَّة «الفعل» في المشاهد وليس المشهد الواحد سياسيَّاً وحركيَّاً.
الأدب العربي يحتاج إلى تصوير خفايا الإعلام العربي وصانعي القرار السِّياسي، الأدب العربي بعيد كلَّ البعد عن تكثيف الرُّؤية في أنسجة ما تحيكه مكوِّنات الفعل اليومي فوق أرض المعركة الظَّاهرة والخفيَّة وما تتناوله من جذور وفروع التَّركيب الاجتماعي لإنسان هذه المنطقة على اتِّساعها وضيقها، وبكلِّ ما تمثِّله من نقاط فوق كفَّة ميزان الحياة...
ففي هذه المرحلة
منذ حرب فلسطين وأماني العودة بعد (48) ونكسات ونكبات واجتياح وتوطين واحتلال وسفور في دور الدُّول الكبرى تجاه هذه البقعة من الأرض...
وحتى أدوار الدُّول العربية في القضايا الخاصَّة والقريبة والبعيدة إلى موضوع السَّاعة «الإرهاب»، إلى قضايا «أسلحة الدَّمار» إلى «ذيول ما ارتبط بالإرهاب والدَّمار وما تسرَّب من تيار لامس تفاصيل خاصَّة بطبيعة المجتمع العربي وبقيَمه الدِّينيَّة من عمل الخير وتكاتف التَّطوُّع إلى مفهوم «الجهاد» وعلائق التَّعامل معه ومواقف الأبعد منه، إلى الحروب الأهلية ومنازعات الأحزاب داخل كيانات الأمَّة العربية داخل دولها من جهة، ومع مجاوريها من جهات أخرى، إلى موضوع «الكويت» و«العراق» و«لبنان» و«سوريا» و«إريتيريا» و«الصُّومال» و«ليبيا»... و... إلخ...
بدءاً وانتهاءً من الصَّغيرة في عقر الدُّور الصَّغيرة والشَّارع الواحد، إلى الكبيرة في عقر الدُّول والبلدان والمدن القريبة والبعيدة ومظاهر التَّفكك في علاقات الجوار، والقربى، ومواقف التَّنصُّل من مشاركة الدَّم، ومظلَّة الأرض، وتربة الثَّرى، وتوحّد الرَّغيف والهواء، وشربة الماء...
إلى حرب العراق، وسقوط الأقنعة...
وعار الأمَّة في دحر قدرتها على الوقوف بعينين مفتوحتين في وهج الشَّمس... ومحاولات الوقوف من وحل السّقوط...
كلُّ هذا يحتاج إلى مشروع فكري يتصدَّى له الأدب العربي...
لعلَّ ما لم تصنعه اليد يصنعه الحرف،
وما لم تقو عليه القدرة الماديَّة، تقوى عليه القدرة الفكرية الإبداعية،
وما لم يتناوله صفُّ الكتوف
يتناوله رصفُ الحروف...
وما لم يمثِّله العنصر البشري فوق الأرض
تُمثِّله نماذج الفكر على صفحات العَرض...
فمَن مِن المفكرين
يتصدَّى لرصد الواقع في شكلٍ فكاهيٍ ساخرٍ... بمثل ما هي عليه سخريَّة الذي يقوم؟!،،

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved