تبدأ اليوم جلسات اللقاء الثاني للحوار الوطني الذي سيشارك في جلساته ستون عالماً ومفكراً وناشطاً سياسياً واجتماعياً، وشخصيات اقتصادية وثقافية. والجلسات تُعد تفعيلاً للحوار الوطني الذي خرج من إطار الإعداد و«التنظير» إلى الواقع، حيث أصبح جزءاً مهماً من عملية الإصلاح وإحدى الآليات المهمة الساعية لتحقيق الفائدة للبلاد، نظاماً، ودولة، وقيادة، وشعباً، ومجتمعاً.
والشيء الرائع والإيجابي في بدايات الحوار الوطني أنه جاء استجابة طبيعية للمرحلة التي تمر بها المنطقة، وأنها استجابة مشتركة للقيادة والمواطنين. ومع أن المبادرة جاءت من القيادة، إلا أن التفاعل الشعبي وخاصة من رجال الفكر والعلماء كان جداً عالياً، فقد شارك في اللقاء الأول نخبة ممتازة من العلماء والمفكرين والمثقفين وفعاليات اقتصادية واجتماعية، وكانت استجابة القيادة سريعة لمطالب المشاركين في اللقاء الأول ومنها إنشاء وتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وقتها وعند الإعلان عن تأسيس المركز «تهامست» أصوات إعلامية داخلية وخارجية بأن المركز سيكون مكاناً لإلقاء المحاضرات والخطب التي سيكون مصيرها الحفظ..!!
الآن ومع بدء جلسات اللقاء الثاني يدحض هذا «الهمس» عملياً، إلا أننا كمواطنين، قبل أن نكون إعلاميين لا يهمنا ما يهمس به الآخرون، إلاّ أننا نريد إسهاماً عملياً وحقيقياً للبدء في عمليات تطوير بلادنا وإجراء خطوات الإصلاح المطلوبة، التي يحتاجها الوطن، وليس الاستجابة لما يُقال في الخارج، نريد ما ينفعنا كسعوديين.. نريد ما يعزِّز ويقوي الوحدة الوطنية.
نريد ما يقوي ويرسخ كياننا الوحدوي الذي كان أول تجربة وحدويَّة يجب أن تُعزَّز وتصلب بمدِّها ورفدها بأفكار تقوي امتزاج المواطنين وتلغي أيّ حواجز أو فوارق إن كانت موجودة.
نريد تفعيلاً واستثماراً وتوظيفاً لكل القدرات والإمكانات الفكرية والعلمية والثقافية والاقتصادية من كل أبناء الوطن.
ولأنَّ الطموح كبير.. والآمال أكبر نطلب أن يُتاح لنا كمواطنين قبل أن نكون صحفيين أو إعلاميين، أن نقدم أعمال وآليات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وإن كان المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الخميس باكورة فتح قنوات الاتصال بين المركز ورجال الإعلام، والذي وُفِّق فيه الدكتور عبدالله بن نصيف والأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر والدكتور علي بن شويل القرني في تقديم صورة واقعية لعمل المركز وخطوات الحوار الوطني وتوجُّهاته، فإنَّ المطلوب تفعيل أكثر لدور الإعلام لإعطاء مزيد من المعلومات عن أبعاد الحوار الوطني حتى يصبح مفتوحاً لكل شرائح المجتمع لتتضافر الخبرات مع العلم من أجل تطوير الوطن حتى يبقى زاهياً وبيتاً للجميع.
|