* رام الله- نائل نخلة:
أكد وزير الصحة الفلسطيني الدكتور جواد الطيبي أن أكثر من 73% من الفلسطينيين القاطنين إلى الغرب من جدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل حاليا يعانون من نقص وصعوبات في الحصول على الخدمات الطبية الأساسية التي يحتاجونها.
وأضاف الطيبي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقد مدينة البيرة بعنوان: آثار جدار الفصل العنصري على صحة المواطنين.. وقائع وأرقام أن الشعب الفلسطيني مقبل على كارثة صحية بكل ما تعنيه الكلمة في حال استمرار إسرائيل في عمليات إنشاء الجدار.
وأشار الوزير إلى أن أكثر من 220 ألف فلسطينيي يعانون حاليا مشاكل في المرور والوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية التي تتركز في المدن وتفتقد إليها القرى، ويترك هؤلاء في مناطق جنين وطولكرم وقلقيلية والقدس المحتلة وبيت لحم.وأضاف الطيبي أن أكثر الفئات تضررا من بين الفلسطينيين القاطنين إلى الغرب من الجدار هم الأطفال دون سن الخامسة الذين يحتاجون إلى تطعيمات شهرية ضد الأمراض، إضافة إلى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، كذلك النساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى رعاية صحية دورية أثناء الحمل.وضرب الوزير الفلسطيني مثالا على نفسه بقوله: مررت منذ الصباح بأربعة حواجز ثابتة للاحتلال في طريقي من مدينة نابلس إلى رام الله، التي احتاجت لأكثر من ثلاث ساعات للوصول إليها، فكيف بعمل الأجهزة الطبية في المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية؟؟.
وطالب الطيبي في نهاية حديثة الدول المانحة التدخل لإيقاف الكارثة الصحية المقبلة على الفلسطينيين في حال الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري الذي أنهيت المرحلة الأولى منه قبل أيام.
الأطقم الطبية تمنع
من المرور
وأوضح السيد علي المسلماني مدير مؤسسة لجان العمل الصحي الفلسطيني في كلمته المضايقات التي تتعرض لها الأطقم الطبية العاملة في الأراضي الفلسطينية، من إعاقة في المرور وتفتيش لهذه السيارات.
وأضاف المسلماني أن المؤسسات والجمعيات الفلسطينية العاملة في الأراضي الفلسطيني ترفض التعامل مع الاحتلال وترفض الامتثال لطلبه بالحصول على التصاريح التي تمكنها من التنقل في الأراضي الفلسطينية.
ولفت المسلماني إلى معاناة المعاقين الفلسطينيين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم منذ إنشاء الحواجز العسكرية والترابية التي قطعت طرق سيرهم ومنعتهم من الوصول إلى مؤسسات التأهيل التي يحتاجون إليها بشكل كامل.
معطيات مذهلة حول الجدار
وذكر السيد جمال جمعة منسق الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري أن المرحلة الأولى من الجدار قد تمت بالكامل وصادرت 2 ،5% من مساحة الضفة الغربية وعزلت أكثر من 145 كم من الضفة الغربية ودمرت 14 ،680 دونما من الأراضي الزراعية.
وأضاف جمعة أنه في إطار المرحلة الأولى أن أكثر من 51 قرية فقدوا أراضيهم أو جزءا منها، أن 200 ألف فلسطيني من محافظات الشمال الثلاث التي مر منها الجدار تأثروا بشكل مباشر أو بغير مباشر عبر فقدان أرضهم ومصادر رزقهم.
كما فقد أهالي المحافظات الثلاث أكثر من 102 ألف شجرة معظمها من الآثار الفلسطينية والزيتون الروماني، وتم عزل 36 بئرا وهدم 218 محالا تجاريا و20 بيتا سكنيا، كما دمرت 35 كم من شبكات الري.
وأشار منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار إلى خطورة الأمر العسكري الذي صدر بتاريخ 2 تشرين أول الماضي باعتبار المواقع الواقعة غربي الجدار والقرى التي عزلتها قوات الاحتلال مناطق أمنية وللسير فيها أو القدوم إليها يجب الحصول على تصاريح خاصة.
أردف جمعة أن قوات الاحتلال لم تمنح كل المقامين في تلك القرى المعزولة شمال الضفة والبالغ عددها 16 قرية تصاريح المرور بحجج ودواعي أمنية أو بحجة وجود مخالفات قاموا بها في السابق مهما كانت بسيطة.
أشهر القرى المعزولة
وعن هذه القرى المعزولة أشار جمال جمعة إلى عدد من القرى المعزولة وأبرزها قرية العقبة التي تواجه حصارا وتناقصا في عدد سكانها من 1000 نسمة إلى 250 نسمة بعد أن منعت جنود الاحتلال أهلها من الوصول إليها وأصدرت أوامر بهدم 7 منازل ومسجد وعيادة ومولد للطاقة، ولا يوجد فيها حتى الآن دكان والمياه من الفارعة. كما لفت جمعة إلى قرية المطلة إلى الشرق من جنين وقرية المغير اللتين اخترقهما الجدار الفاصل وعزل أكثر من 450 شخصا، إضافة إلى مصادرة الغابات والمراعي والأحراش الطبيعة فيهما.
تدمير البنية
الاجتماعية للقدس
وأشار منسق الحملة الشعبية إلى أنه تجري حاليا عملية تدمير ممنهجة وشاملة للبنية الاجتماعية والاقتصادية في مدينة القدس المحتلة بهدف تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الفلسطينيين.
وكشف أن مئة ألف مقدسي من داخل المدينة سيصبحون خارجها بعد انتهاء سلطات الاحتلال من بناء الجدار المسمى عازل القدس، إضافة إلى 120 ألف آخرين من سكان قرى المدينة سيمنعون من دخولها والعمل فيها مما سيسبب لهم كارثة اقتصادية واجتماعية.
|