بام دب أ :
عمّق حلول الظلام من مأساة الزلزال الايرانية حيث ارتفع مع قدوم الليل صراخ الاطفال على امهاتهم فيما تعالت اصوات الرجال بحثاً عن الاقارب في وقت توقفت فيه عمليات الانقاذ بحلول الظلام، مما زاد من مخاوف أنه حتى لو نجا المحاصرون تحت الانقاض من انهيار المباني فوق رؤوسهم، فإنهم لن ينجوا من برودة الطقس التي تقترب من الصفر مئوية.
لقد أصبح نصف سكان المدينة، البالغ عددهم 200 ألف نسمة، من المشردين بينما أصيب نحو ثلاثين ألفا آخرين كثير منهم إصابته بليغة. وعلى الرغم من أن الانباء غير المؤكدة تتحدث عن مقتل 25000 شخص، فإن وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري رفض هذه التوقعات.
فقال وزير الداخلية الايراني متسائلا لوكالة أنباء الطلبة «كيف نعلن أرقاما محددة لعدد القتلى في الوقت الذي لا تتوافر فيه أرقام دقيقة عن عدد المحاصرين تحت الانقاض في بام؟».
وأضاف وزيرالداخلية الايراني أن عددا كبيرا لا يزال يخشى أنهم تحت الانقاض ومن ثم فإن الارقام الحقيقية لن تتضح إلا بعد استكمال عمليات الانقاذ في مدينة بام، التي تعد واحة في قلب الصحراء وتشرف عليها إحدى القلاع القديمة التي يفد إليها السائحون. وحتى هذه القلعة لم تسلم من التدمير.
ويعتقد أن المدينة تضم عددا آخر من المباني القديمة التي يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل القرن الثاني عشر الميلادي.
وحرصت وزارة الداخلية الايرانية ومكتب حاكم مقاطعة كرمان على النأي بنفسيهما عن الاعتراف بتقديرات الصحافة بشأن عدد القتلى، حيث أكدا أن التقديرات الرسمية بشأن عدد القتلى لا يمكن أن تستند حاليا إلا على الجثث التي جرى انتشالها.
وحدت شدة الكارثة بالرئيس الايراني محمد خاتمي إلى تولي قيادة غرفة عمليات الاغاثة بنفسه في طهران، حيث أصدر أوامره كخطوة أولى بارسال الجيش والقوات الجوية إلى مدينة بام لمد يد العون جنبا إلى جنب مع فرق الاغاثة التابعة للهلال الاحمر ووزارة الداخلية.
ولم تقتصر الكارثة التي حلت بإيران على الخسائر البشرية والاضرار المادية، بل فقدت إيران مدينة من أعرق مدنها. فمدينة بام التي يبلغ عمرها ألفي عام، وتقع على طريق القديم لتجارة الحرير، هي إحدى أعرق المراكز الثقافية والمزارات السياحية. وكان حصن /أرجيبام/ التاريخي المبني بالاحجار الحمراء أحد المواقع الأثرية التي لم تسلم من الدمار.
|