في التصريح الذي أدلى به معالي وزير المعارف في آخر الأسبوع الماضي عن موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عن تخفيض الدرجة الصغرى للنجاح إلى الأربعين درجة بدلاً من الخمسين درجة، كان لها رنة فرح عظيمة بين الطلاب وأولياء أمورهم بل والمشرفين على التعليم ذلك انه كأي تعديل يحدث في تنظيم معين يفاجأ المنتفعون به ويخشون ان يكون التغيير في أسلوب الاختبارات أمراً يصعب معه على الطالب التكيف الكلي مع قواعده الجديدة المعدلة.
فقد كان ذلك في أعقاب الغاء نظام التعويض في الدروس وأصبحت كل مادة مستقلة بدرجاتها بحيث ينبغي على الطالب ان يكون مستوعبا كل مادة على حدة دون الاعتماد بمادة على تقدمه في مادة غيرها، وكان في الماضي يستطيع ان يحقق بمحصوله من إحدى المواد ما يعوضه من الدرجات التي تنقصه في الأخرى التي لا يستسيغها أو يعتقد ان هضمها جيد يتطلب منه جهدا ووقتا أكثر مما يتطلبه الاتجاه إلى غيرها كمادة يمكن الاعتماد عليها في تحقيق النجاح. في الأخرى بجانبها. هذه الخطوة العملية والاستجابة من سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء تعد لفتة كريمة ودراية نافذة عن أثر التغيير في الاسلوب الذي كان قد تكيف عليه الطالب وخطط بموجبه لمنهجه في المذاكرة حتى يستطيع معه ان يوفق بين جهده وأمله الواثق في تحقيق النجاح.
والعودة إلى الأسلوب الجديد وان كان في الحقيقة مقصود بها مصلحة الطالب في حاضره ومستقبله الدراسي وتعويده على المثابرة وعدم التراخي في أي مادة من مواد الدروس مهما كانت طويلة أو صعبة الهضم وعدم الاعتماد في النجاح بإحدى المواد على الأخرى إلا ان اعطاءه فرصة للتكيف على الأسلوب الجديد بالهبوط بمستوى درجات النجاح الصغرى إلى الأربعين درجة هو في الوقت نفسه متمش مع ما هو تربوي علمي يفتح أمام الطالب أملاً مشرفاً ويحفزه بلا تردد للعمل على اجتياز مرحلته الحالية في ظل التغيير الجديد بثقة وعزيمة لا يعتريها فتور.
وهكذا ينعم الطالب برعاية وأمن لمستقبله الدراسي لا تداخله الشكوك، ولا يجد اليأس إلى نفسه سبيلا، وفق الله شباب الجيل إلى ان ينهلوا من مصادر العلم في داخل البلاد وخارجها وسدد الله نصح المسؤولين للأخذ بيد أبنائهم إلى سبيل الهدى والرشاد.
| 
