في مثل هذا اليوم من عام 1978 توفي الرئيس الجزائري هواري بومدين في إحدى مستشفيات العاصمة الجزائر عن عمر يناهز 46 عاما بعد ان عانى من سكرات الموت طوال 40 يوما. وكان سكان الجزائر قد اخطروا عن طريق الإذاعة الوطنية التي اذاعت النبأ في نشرتها الصباحية في الساعة الثامنة.
وكان هواري بومدين قد شعر في بداية عام 1987 ببوادر اصابته بمرض الدنسترويم وهو مرض نادر يصيب الدم ويصعب علاجه وهو المرض الذي كان السبب في وفاته.. ولم يؤكد هذا التشخيص النهائي إلا الاخصائي السويدي الذي سمي المرض باسمه حين استدعي للجزائر في نوفمبر الماضي.. وكان الرئيس بومدين قد مرض فجأة إثر انتهاء مؤتمر قمة جبهة الصمود والتصدي الذي عقد في دمشق إلا انه لم يصدر أي إعلان رسمي حول مرضه.. وقد عولج الرئيس بومدين سرا في الاتحاد السوفيتي في بداية شهر اكتوبر الماضي.. وعاد إلى الجزائر يوم 14 اكتوبر الماضي.. وفي ساعة متأخرة من مساء 17 اكتوبر اصيب بجلطة في المخ وراح في غيبوبة عميقة وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها التلفزيون الجزائري إلى مرض الرئيس بومدين.
وتفيد الروايات الرسمية ان بومدين ولد لأسرة من الفلاحين في هضبة قسطنطين يوم 23 اغسطس 1932 وكان دائم المعارضة لوضع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي وقد رفض أداء الخدمة العسكرية الفرنسية وتوجه إلى القاهرة حيث أكمل دراساته في جامعة الأزهر الشريف، وقد تولى بومدين القيادة السرية لمنظمة وهران خلال الثورة وعين رئيساً لأركان حرب جيش التحرير الوطني عام 1960 ثم نائباً لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع في أول حكومة للجزائر بعد القضاء على الاستعمار عام 1962 وهي الحكومة التي رأسها أحمد بن بيلا الذي أطاح به بومدين دون اراقة الدماء في عام 1961. وقد انتخب رئيساً للجمهورية الجزائرية في ديسمبر 1976 وعرف عن بومدين حرصه على احاطة حياته الخاصة بالهالة من الكتمان وقد تزوج سرا وقدم قرينته أنيسة منسان «محامية جزائرية» إلى بعض الوزراء الذين اخذتهم الدهشة لمعرفة نبأ زواجه في سبتمبر 1976.
|