أرياف بريدة الغربية موطن التمور المتميزة

  * إعداد - سليمان العجلان:
تشتهر بقعة معينة من المعمورة بانتاج معين يحفظ لها تاريخ وشهرة تبقى رغم السنين وتتقلب ولا تتأثر بل تزداد الشهرة هذه باستمرارية الحياة فمثلا الأقاليم الغربية لاسبانيا واليونان اشتهرت بأجود أنواع الزيتون الذي لا يمكن أن تجد نفس جودته في موقع زراعي آخر وكذلك مجال الاقليم بيشاور في باكستان وسيلا في الهند في زراعة أجود أنواع الأرز المشهورة والأمثلة كثيرة في ذلك وما القهوة الخولانية الجيدة في اليمن إلا دليلاً ثالثاً آخر على المميزات والروابط تلك ومن أجل هذه الصفة وهذه الشهرة لابد أن تملك مقومات الشهرة والتي يأتي في مقدمتها العزم في النفس البشرية وروح العمل لدى الرجال - أقصد المزارع- كما أن خصوصية الأرض التي يهبها الله سبحانه وتعالى لعباده لكي يعمروا الأرض ويستثمروها فكل خيرات الأرض وطيباتها تجدها تنجح في موقع دون آخر وفي ذلك حكمة الهية فالمقومات السابقة برزت بشكل لا مجال للشك فيه في الأرياف الغربية لمدينة بريدة حيث أن أجود أنواع التمور وبالذات السكري الفاخر الذي لا يقارن بأي حال في موقع آخر نظراً لجودته التي لا تضاهى تجده في تلك الأرياف والمواقع التي امتازت بوفرة الانتاج وبنوعيات تميزت بالجودة العالية.
من هنا زرنا مواقع ومزارع في أجزاء متفرقة في الأرياف الغربية لمدينة بريدة والتقينا بعدد من المزارعين لكي نسمع ونرى عن قرب أسباب تلك الشهرة ففي البداية التقينا بالشيخ المزارع صالح بن حمد الصحاوي الذي يعتبر من أشهر أصحاب الخبرة في مجال التمور في مجال النخيل كفسائل حيث قال الصبحاوي إننا ولدنا هنا بين النخيل وورثنا حب النخلة من آبائنا وأجدادنا فبدون شك من أجل أن تمنحك النخلة أطيب ثمر لابد من حبها واحترامها وحبها هذا يأتي بدراسة فنون التعامل معها وخدمتها ورعايتها كما ان - والكلام للصبحاوي - الضرر الأكبر على النخلة أن تلقى رعايتها من أيد أجنبية وعمالة وافدة لا تحسن التعامل معها مهما بلغت من الخبرة فصدقني أننا نعتني بالنخلة كما نعتني بالمريض الذي يأخذ الدواء بجرعات محددة ومقدرة وإنني أعجب عندما أرى فلاحاً يمنح العامل الوافد كامل الحرية بخدمة النخلة وهو بهذا يسيئ لها ولا يدرك ذلك.
أما المزارع ناصر الغلث فقد أضاف على حديث الصبحاوي كلاماً جميلاً ومهما حيث قال بالاضافة للأسباب التي ذكرها الزملاء أقول ان الله سبحانه وتعالى منحنا في هذه الأرياف الغربية تربة كالذهب وهي تناسب النخلة 100% وبالذات أنواع السكري والشقراء ونبتة العلي.. حيث انها تربة رملية غنية بالمواد والأملاح اللازمة للنخيل فصدقني ومن خلال عملي تحت ظلال النخيل امتد لستين سنة عرفت ما تحتاجه وتتطلبه لكي تعطيك بسخاء منقطع النظير وبإذن الله سوف تستمر هذه الخبرة وهذه الميزة لأبنائنا من بعدنا فهذا موروث ثمين زرعه آباؤنا ولا يمكن ان نفرط فيه وخير دليل على ذلك كمية النخيل في الأرياف الغربية فيجب أن تدرك أن في الأرياف أكثر من نصف مليون نخلة أكثرها مثمر من هنا اعتمدت الأسواق الكبرى في المملكة وفي الخليج العربي على هذه الأرياف وهذه المواقع وهذا ليس كلامي أنا ولكن عليك ان تنظر للطلبات التي تردنا من خارج القصيم من الرياض ومن الغربية والشرقية ومن أطراف متعددة في الخليج كما أن أصدقاءنا في سوق بريدة المركزي - كبار المستثمرين - يستقبلون العديد من الطلبات والمكالمات الهاتفية من خارج المنطقة ويلحون ويجددون الطلب وهذه شهادة نعتز بها كثيرا وستكون دافعاً لنا في بذل المزيد من العناية والاحترام لهذه الشجرة المباركة.