إن كثرة استعمال المنظفات والمواد المهيجة والاستحمام المتكرر يزيد من جفاف الجلد، والذين يعانون جفاف الجلد أو الاكزيما يضرهم ارتداء الملابس الصوفية على الجسم.
عندما تشتد البرودة، يحتمي منها الناس بوسائل شتى، من بينها ارتداء الملابس الثقيلة التي تتكون من طبقات متعددة من القماش ليحموا أجسامهم المرتعشة من البرد القارس، إلا انهم قد يغفلون عن حماية جلودهم المسكينة من هذه البرودة، اللهم إلا بالتدفئة الكهربائية كلما كان ذلك ممكناً!
وبشكل عام فإن الجلد يواجه في فصل الشتاء مشكلتين رئيسيتين: الأولى قلة الرطوبة والثانية جفاف الهواء داخل البيوت الدافذة، وتؤدي هاتان المشكلتان بدورهما لجفاف وتشقق الجلد.
وبينما يبدو ان أخذ حمام دافئ لفترة طويلة هو إجراء جيد لتدفئة الجسم في الطقس البارد، فإنه قد يكون إجراء مضراً بالجلد.
وفي هذا اللقاء مع الدكتورة يارا حافظ نتعرف على أفضل وسائل معالجة حالات جفاف الجلد وكيف ان استعمال المطريات اليومي يحافظ على نعومة ورطوبة الجلد..
* ما الذي يسبب جفاف الجلد؟
غالباً ما يكون لدى المصاب بجفاف الجلد استعداد وراثي لذلك، وقد يؤدي جفاف الجلد الموروث هذا للإصابة بالاكزيما، والتي تؤدي بدورها لتشقق الجلد، بالإضافة للحكة.
ومن الأسباب الأخرى درجة رطوبة الجو المحيط، فالذين يعيشون في مدن جافة يكونون أكثر عرضة لجفاف الجلد من غيرهم.
ومما يزيد من جفاف الجلد استعمال المنظفات بكثرة والمواد المهيجة، أو الاستحمام المتكرر، وكل هذه الأمور تزيل حاجز الحماية المؤلف من الطبقة السطحية من البشرة بالإضافة إلى المواد الدهنية الموجودة على سطح البشرة، وبالتالي يحدث ما يسمى بفقد الماء عبر البشرة.
* وما الذي يجب اتباعه في الشتاء للعناية بالجلد؟
يجب أخذ حمامات سريعة «قصيرة المدة» مائلة قليلاً إلى البرودة، واستعمال صابونة لطيفة يفضل ان تكون ذات تركيبة مطرية.
ويوجد في السوق حالياً غسولات للجسم تحوي فازلين ضمنها، التي تغطي الجسم بطبقة شحمية رقيقة مفيدة للعديد من الناس.
وعند الانتهاء من الاستحمام يجب على الشخص ان ينشف جسمه بشكل خفيف دون ان يفركه بالمنشفة وان يتركه رطبا قليلاً، وعندها يطبق مطريا مناسبا «أي والجلد لا يزال رطبا بالماء».
وعلى الشخص قبل النوم إذا كان يلبس ثياباً قليلة ان يطبق مطريات قبل ذهابه للفراش، كما ان على الذين تتعرض أيديهم للجفاف باستمرار ان يحتفظوا بالمطري معهم أينما ذهبوا.
* ما نوع المطري الذي ينبغي استخدامه؟
على ذوي البشرة الجافة ان يبحثوا عن المطريات الحاوية على حمض اللاكتيك Lactic acid، وهو يساعد على دخول المطري لطبقات عميقة من البشرة، وهناك أيضاً المطريات الحاوية على تراكيز خفيفة جداً من حمض الغليكوليك Glycolic acid، والمطريات الحاوية على اليوريو Urea، ووظيفته تشبه وظيفة حمض اللاكتيك، وأكثر ما يفيد في البشرة الجافة بشدة خاصة على المرافق المتشققة في فصل الشتاء.
أما المطري الأفضل للجسم، الذي لا يحبه الناس غالباً فهو الفازلين وغالبا لا يوجد في مطريات الوجه أو يوجد بنسبة ضئيلة «ولا ينصح به للاستخدام المستمر على الوجه» فهو مطر ممتاز للجسم ولكنه لزج جداً.
* هل يمنع الشرب الكثير للماء حدوث جفاف الجلد؟
ما لم يكن الشخص مصاباً بالجفاف فلن يفيد شرب الماء بكميات كبيرة جلدة الجاف، وما لم يكن لدى الشخص نقص في أحد الحموض الدسمة فإن أكل الدسم بكميات كبيرة أيضاً لن يطري جلده.
* ما الأشياء الأخرى التي يجب تجنبها بالإضافة إلى الحمامات الساخنة لفترة طويلة؟
يجب تجنب لبس الصوف على الجسم مباشرة لدى الأشخاص الذين لديهم جفاف جلد أو اكزيما لأنه يزيدهما، ويجب لبس القطن على الجلد مباشرة ليعزل الجلد عن الثياب الصوفية.
* ومتى يجب على المريض بجفاف الجلد مراجعة طبيبه؟
إذا أصيب بحكة شديدة، أو إذا شعر بعدم الارتياح، أو ان جفاف الجلد والحكة يمنعانه من النوم، أو إذا كان يكره منظر جلده، عندها من الأفضل ان يراجع طبيبه.
د. يارا حافظ عيادات ديرما الرياض |