في كل عام يشد المثقفون العرب رحالهم ليشهدوا المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مثقفون من كل الاتجاهات.. ومثقفون من كل الاختصاصات، وباتت الأنشطة الثقافية والفكرية المرافقة لمهرجان الجنادرية ندوة عربية شهيرة تشهد مناخاً فكرياً حراً لا قيود عليه. كما تؤدي الجنادرية دوراً بارزاً للأجيال السعودية بالذات في تعريفها بكثير من الجوانب التراثية والحضارية لتاريخنا السعودي حيث يعرض على أرض قرية الجنادرية ما يبين الجانب التراثي لكل منطقة غالية من مناطق وطننا المعطاء وهي تذكر الأجيال بكفاح الأجداد وجهادهم.
وما التطور والتقدم الذي شهده قطاع الصحة إلا واحد من الأوجه الساطعة التي تحاول (الجنادرية) إبرازها بصدق حيث تأتي مشاركة وزارة الصحة في (الجنارية 19) وقد تم تدشين وتطوير عدد من المشاريع الصحية بمختلف مناطق المملكة، ولئن عبرت هذه المشاريع الطموحة عن شيء، فإنما تعبر بوضوح عن عظمة النهضة التي تعيشها بلادنا الغالية في الوقت الراهن.
وبنظرة سريعة إلى الماضي ومقارنة ما كنا عليه وما أصبحنا نتمتع به اليوم فسوف نرى تقدماً مذهلاً في المنشآت والتجهيزات والتقنية الطبية، فقد وصلت الخدمات الصحية في بلادنا إلى مستوى رفيع يضاهي أمثاله في أكثر دول العالم تطوراً ورقياً، واحتلت المملكة مركزاً متقدماً في مضمار خدماتها الصحية الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية، واستطاعت وزارة الصحة عن طريق أجهزتها المتمثلة في 20 مديرية للشؤون الصحية بمناطق المملكة المختلفة أن تقدم خدماتها إلى التجمعات السكانية في كل بقعة من بقاع هذه البلاد العامرة عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات العامة والتخصصية التي تتوفر فيها أحدث الإمكانات المادية، وأفضل الخبرات البشرية.
كما أصبح لدينا كوادر طبية وطنية ومراكز بحث علمي على درجة رفيعة مكنت الباحثين السعوديين من القيام بأبحاث وإنجازات تبنى عليها مختلف المشاريع الصحية الطموحة وهذا ما يجعلنا نتطلع بمزيد من الثقة إلى المستقبل على ضوء ما تم افتتاحه في السنوات القليلة الماضية من كليات جديدة للطب والصيدلة وطب الأسنان وكذلك المعاهد والكليات الصحية المتوسطة التابعة للوزارة.
ومما لا شك فيه أن مثل هذه الإنجازات ما كان لها أن تتحقق لولا توفيق الله عزَّ وجلَّ أولاً ثم بدعم واهتمام ورعاية حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - الذين لا يألون جهداً في دعم الخدمات الصحية وحرصهم على تطويرها بكل ما تحتاج إليه.
ولتعزيز وتنظيم وتطوير الخدمات بحيث تشمل مظلتها المواطنين والمقيمين على حَد سواء فقد تم إصدار نظام الضمان الصحي التعاوني بحيث يشمل في مرحلته الأولى جميع المقيمين في المملكة من غير السعوديين على أن يطبق في مرحلة لاحقة على المواطنين السعوديين أيضاً بعد ثبوت نجاح التجربة التي ستكون مبنية على دراسة مستفيضة ستجريها الوزارة من واقع التطبيق العملي للنظام الضمان الصحي التعاوني كما تم إقرار النظام الصحي ولائحته التنفيذية ليسهم في ذلك المجال.
وختاماً ابتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها.
|