أشعر بسعادة غامرة عندما أوجه رسالة الى وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية أدعوهم الى دراسة تقسيم اجازة آخر العام الى شهرين صيفاً وشهر أثناء موسم الحج، وذلك للاستفادة من الكوادر الوطنية للعمل مع شركات الحج بدلاً من اللجوء الى الاستقدام من الخارج، وسيعود هذا الاقتراح بفوائد كثيرة منها: حصول الشباب من الطلاب السعوديين على عوائد مادية تساعدهم على المصروفات الدراسية مما يقلل من الأعباء المالية على أولياء الأمور، تأدية مناسك فريضة الحج، التدريب العملي على أساليب العمل في قطاع الحج والعمرة، الحصول على الخبرات المناسبة التي تعينهم على ايجاد الوظائف المناسبة، معرفة احتياجات سوق العمل، والتعرف على الواقع العملي عن قرب، ايجاد علاقة حميمة بين الطلاب والقطاع الخاص بما يساعدهم على الحصول على فرصة العمل المناسبة، أما الايجابيات التي تعود على الدولة وهي الحد من ظاهرة تخلف العمالة القادمة من الخارج فعلى سبيل المثال: هناك عمال يأتون من بعض الدول من عمرة رمضان ويمكثون الى بعد انتهاء مناسك الحج، وكذلك تساهم هذه الطريقة في ايجاد جيل من الشباب مرتبط بالعمل في خدمة الحجاج والمعتمرين بما يساهم في توظيف السعوديين في قطاع الحج والعمرة، والحد من ظاهرة البطالة.
ومن دعوتي السابقة اقترح تأسيس برنامج لتأهيل الحجاج القادمين من خارج المملكة على أحكام الحج والعمرة والعقيدة الاسلامية وأخلاقيات الاسلام ويحمل هذا اسم «برنامج الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لتأهيل وارشاد الحجاج والمعتمرين»، وهذا البرنامج سيقوم على سواعد طلاب الدراسات الاسلامية والعقيدة في الجامعات السعودية في مختلف مراحلهم الدراسية المقدر بآلاف الطلاب، بحيث يتم اعداد برنامج دعوي محدد يضم أحكام الحاج وأخلاقيات الاسلام والحث على النظافة وحسن المعاملة وغيرها من التعاليم الاسلامية بحيث يقوم كل طالب بالتوجه الى الحجاج في أماكن اقامتهم سواء كانوا داخل الفنادق أو المخيمات أو غيرها ويوجهون لهم دعوتهم مشيرا الى ان البرنامج الدعوي يكون تحت اشراف وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد ووزارة الحج. وسيعود برنامج الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لتأهيل الحجاج على المجتمع السعودي بفائدتين الأولى نشر التعاليم والأحكام الاسلامية الصحيحة بين الحجاج، كما يساهم في ايجاد حالة من التواصل بين الحجاج والمملكة ويكشف عن الصورة الحقيقية الموجودة للمملكة بعيداً عن حملات التشويه التي يقودها بعض المغرضين، فضلاً عن حصول جميع المساهمين في البرنامج على الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، بالاضافة الى تأهيل وتدريب هؤلاء الطلاب بشكل عملي على أساليب الدعوة والارشاد، فيكتسبون الخبرة في كيفية معاملة الناس ونصحهم وارشادهم. وهذا البرنامج لدينا حوله تصور شامل لتنفيذه، ويعتقد السراج أنه لن يكلف كثيراً بحجم الفائدة التي ستعود منه سواء في الدنيا أو الآخرة، وأهم ما سيحتاجه هذا البرنامج هو صدور عدد من القرارات الادارية مثل: توزيع اجازة العام الدراسي بحيث تكون شهرين صيفاً وشهر أثناء الحج حتى يستطيع الطلاب القيام بمهامهم التدريبية الدعوية، بالاضافة الى التنسيق بين بعض الجهات وخاصة الاسلامية والجامعات في عملية الإشراف وتنفيذ البرنامج.
* رئيس شركة الإتقان للحج والعمرة
|