* الرياض - أحمد القرني:
نيابة عن وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية د. منصور الحواسي افتتح وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير د. عثمان الربيعة ندوة العيادات المتخصصة للأمراض المزمنة بالمراكز الصحية بالمملكة بفندق هوارد جونسون بالرياض بحضور وكيل الوزارة المساعد للطب العلاجي د. الشريف ومدير عام المكتب التنفيذي لوزارة الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي د. توفيق خوجة، ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض د. عبدالعزيز الدخيل وعدد كبير من مسؤولي وزارة الصحة وممثل منظمة الصحة العالمية د. عوض أبو زيد ومستشار المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. أسامة الخطيب ومسؤولي الرعاية الصحية على مستوى المملكة.
هذا وقد بدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى د. عادل الرحيمي كلمة الشركة الراعية للندوة فايزر بين فيها أهمية دعم الشركة للبرامج العلمية التي تخدم المجتمع للوصول الى هدف الصحة للجميع واستعرض نشاط الشركة في المجال الدوائي الذي تقوم بتوريده وتوزيعه.
بعدها ألقى المنسق الوطني للجنة الامراض المزمنة د. محمد عمر باسليمان المشرف العام على المراكز الصحية بالوزارة رحب فيها بالحضور ثم استعرض أهمية وجود العيادات المتخصصة للأمراض المزمنة في المراكز الرعاية الصحية الاولية التي تعد من ضمن استراتيجيات الرعاية الصحية في النهوض ببرامج الامراض المزمنة ومتابعة هؤلاء المرضى بما يضمن جودة الرعاية الصحية لهم وفق مؤشرات قد وضعت لهم.
وأشار د. باسليمان إلى ان توجيهات معالي وزير الصحة د. حمد المانع لتوفير كل ما شأنه أن يحقق الصحة للجميع وفق ضوابط وبرامج تعد مسبقا للنهوض بمستوى الرعاية الصحية الاولية التي تعد الخط الاول في مواجهة المرض. وأبان د. باسليمان الى ان الادارة العامة للمراكز الصحية بالوزارة تقوم بالعديد من البرامج لرفع كفاءة العاملين في الرعاية الصحية الاولية وجودة عمل هذه المراكز لخدمة المواطن في هذا الوطن المعطاء..
بعدها ألقى رئيس اللجنة الوطنية للامراض المزمنة د. توفيق بن أحمد خوجة كلمة رحب فيها بالحضور، وبين أن حكومة المملكة، أعزها الله تسعى للسعي حثيثا لاحاطة مواطنيها بالرعاية والعناية في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية وشهد القطاع الصحي قفزات حضارية رائعة في الاصلاح والتطوير بما يشمل كل الجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية من خلال منظومة المرافق الصحية الممتدة عبر ربوع بلادنا الحبيبة ولا يقف الحد عند عملية التوسع في إنشاء هذه المرافق بل بما تشهده هذه المرافق من تطوير مستمر وخاصة المراكز الصحية لتحسين فاعليتها ورفع كفاءتها وتطوير أداء مقدمي الخدمة فيها لتواكب احدث المستجدات في عصرنا مما أسهم في ارتفاع معدلات التغطية بالخدمات الصحية، وهنا أود أن أبارك لنفسي ولكم ولكل مواطن سعودي صدور باكورة الخيرات باعتماد إنشاء عدد 150 مركزاً صحيا في ربوع بلادنا الحبيبة فلولاة أمرنا حفظهم الله التقدير والامتنان على هذه المكرمات ولوزيرنا الدكتور حمد المانع الشكر والعرفان على وضعه الرعاية الصحية الاولية اولى أولوياته ودعمه لها قولا وفعلا.. والخير قادم وقادم بحول الله وقوته.
غير انه في الوقت الذي بدأت فيه بالانحسار أو كادت معدلات الاصابة بالامراض المعدية بفضل من الله، ثم الجهود الكبيرة التي بذلت دوليا ومحليا في مجال الخدمات الوقائية، فإن تحولا في أنماط المراضة بدأ يظهر، وبدأت تبرز على الساحة مجموعة من الامراض المزمنة ذات المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية العالية التي باتت تشكل عبئا كبيرا على الفرد والمجتمع والمرافق التي تقدم الخدمات الصحية كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والربو ومجموعة الامراض العصبية والنفسية والسرطان وسواها جراء التغيرات التي طرأت على أنماط السلوك الحياتية والغذائية والصحية والمعيشية المختلفة للمجتمعات وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى ان الامراض المزمنة أصبحت تتسبب في 40% من وفيات الدول النامية و75% من وفيات الدول المتقدمة، ويتوقع ان ترتفع الوفيات من هذه الامراض من 28 مليونا عام 1990 إلى 50 مليون عام 2020م والمملكة العربية السعودية احدى الدول التي بدأت ترتفع فيها بشكل واضح ومقلق معدلات انتشار الامراض المزمنة نتيجة للتغيرات الحاصلة حيث أصبح معدل انتشار السكري بين أفرادها 12-16% وارتفاع ضغط الدم ما يزيد عن 11% وتراوحت نسبة الاصابة بالربو بين طلاب مدارسها ما بين 5-20% كما زاد بشكل ملحوظ معدل انتشار السمنة بين سكانها وخاصة الاطفال والشباب وأوضحت احدى الدراسات المحلية ان 15% من مراجعي المراكز الصحية يعانون من القلق و13% منهم يعانون من الاكتئاب.
وتصرف الولايات المتحدة مثلا ما يقرب من 11 مليار دولار سنويا لمكافحة الامراض المزمنة فيها.. وحيث لا توجد لدينا احصائية دقيقة في المملكة لحجم الانفاق المباشر وغير المباشر على مكافحة الامراض المزمنة غير ان الاهتمام بالجوانب الوقائية سوف يكون له مردوده الايجابي على الحد من حدوث هذه الامراض ومضاعفاتها وبالتالي على صحة الفرد والمجتمع والاقتصاد بما يوفره ذلك من تكاليف باهظة تنفق على التشخيص والمعالجة المرتفعة باطراد بالاضافة الى الآثار النفسية من جرائها.
وأوضح من هنا كان الاهتمام من لدن المسؤولين بوزارة الصحة وعلى رأسهم صاحب المعالي الوزير في ايلاء هذه المجموعة من الامراض الاهمية المناسبة من النواحي التشخيصية والوقائية والعلاجية والتأهيلية وحسب تكاليفها فكانت المبادرة المتميزة للوزارة لنشر وتبني مفهوم العيادات المتخصصة لرعاية مرضى الامراض المزمنة، ومحاولة جادة لإيجاد صيغة جديدة لنظام الرعاية المتكاملة بما فيها المواعيد وضمان استمرارية الرعاية لهذه الامراض في المراكز الصحية التي تشكل خط المواجهة الأول مع المرضى والمدخل الاساسي لتقديم مختلف جوانب الرعاية للسكان كما أتى قرار صاحب المعالي الدكتور حمد بن عبدالله المانع وزير الصحة حفظه الله بتشكيل اللجنة الوطنية بحلتها الجديدة بما ضمته من الكفاءات الوطنية من وزارة الصحة والجامعات، ومن المناطق بالمملكة ليصب في سياق اهتمام معاليه الشديد بهذا الموضوع، ولتبدأ خطوات المسيرة الطويلة والمباركة إن شاء الله لإرساء قواعد التطبيق الامثل لهذه المبادرة على مستوى المراكز الصحية بالمملكة التي يؤمل ان يكون لها مردودها الايجابي الكبير إن شاء الله مستقبلا في الحد من معدلات المراضة والمضاعفات من هذه المجموعة من الامراض ولتسهم هذه الخطوة مع ما سيتلوها من خطوات تطويرية لاحقة في التدريب وتوفير التجهيزات والوسائل المساندة مدعومة بزخم كبير من العون والدعم والمساندة وبمتابعة مباشرة وباشراف دؤوب وحثيث لتحسين جودة الخدمات وأداء النظم الصحية في هذا المجال هذه ولتأخذ المبادرة طريقها في التطبيق الأمثل والصحيح حيث تم الاستعداد مبكراً لعقد هذه الندوة؛ والتحضير مبكرا لموضوعاتها ودعوة نخبة من الكفاءات المتميزة بالمملكة سعادة أستاذنا الدكتور منصور النزهة أستاذ طب الباطنة والقلب، وسعادة الاستاذ الدكتور أسامة الخطيب المستشار الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لإلقاء محاضراتهم وإتحافنا بخبراتهم في كل مستجد وحديث في هذا الموضوع الحيوي المهم حيث ستعرض هذه الندوة لكل المحاور المتعلقة بخطوات التطبيق الامثل للمبادرة على مستوى المراكز الصحية تخطيطا وتنفيذا وتقويما وإشرافا، كما ستعرض في هذه الندوة تجارب عدد من المناطق في متابعتها وخطط المكافحة فيها لهذه الامراض ومن المؤمل بحول الله ان تقوم مجموعات العمل التي ستعقد في هذه الندوة من التوصل للتوصيات المناسبة التي ستسهم في تحقيق التطبيق الامثل للبرنامج لاحقا على مستوى المراكز الصحية بالمملكة والاسلوب الامثل للتعاون وتحسين نظام الاحالة وخطوات الرعاية المشتركة مع المستشفيات في هذا الصدد إن شاء الله.
ثم ألقى وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير د. عثمان الربيعة كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور، وبين ان تنظيم هذه الندوة يعد احدى لبنات القاعدة الاساسية لبرامج الرعاية الصحية الاولية التي تعنى بالعديد من البرامج الصحية لخدمة المرضى المراجعين والعاملين في القطاع الصحي بصفة عامة وتطوير مهاراتهم العملية والعلمية بما يحقق مصلحة المريض.
وأكد د. الربيعة على أهمية وجود سجل وطني للامراض المزمنة يعنى بمتابعة المرضى وعلاجهم على مستوى جميع المراكز الصحية بالمملكة وكذلك: المستشفيات موضحا بأن توجيهات معالي وزير الصحة د. حمد بن عبدالله المانع في الرقي بمستوى الخدمات الصحية كما ونوعا مع ضمان الجودة في هذه الخدمات للعاملين في القطاع الصحي أو المستفيدين منها من المرضى المراجعين.
بعدها شكر جميع القائمين على تنفيذ هذه الندوة والشركة الراعية لها.. بعدها قدم د. الربيعة الدروع التذكارية للشركة الراعية فايزر وللدكتور منصور النزهة ولمستشار منظمة الصحة العالمية. بعدها قدم د. خوجة درع الندوة لمعالي وزير الصحة وللدكتور عثمان الربيعة..
والجدير ذكره بأن فعاليات هذه الندوة تستمر لمدة يومين 1-2/11/1424هـ وتناقش في يومها الاول: عوامل الخطورة للأمراض المزمنة دراسة وطنية سعودية والسكري.. المشكلة المتفاقمة وبرنامج العيادات المتخصصة لرعاية مرضى الامراض المزمنة والنهج المتدرج في مجال الترصد لعوامل الاخطار للأمراض غير المعدية.
واليوم الثاني عرض تجارب المناطق وعرض نتائج المجموعات ومناقشة عامة ثم توصيات الندوة.
|