* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
تنطلق في مكة المكرمة غداً الأحد فعاليات اللقاء الثاني للحوار الفكري الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تحت عنوان (الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة).
تشكيل اللجان
وقد تم تشكيل عدة لجان لمتابعة فعاليات اللقاء منها اللجنة العلمية واللجنة الإعلامية ولجنة تقويم اللغاء ولجنة الترجمة وغيرها من اللجان المتخصصة.
الجلسات والمحاور
كما تم تحديد جلسات هذا اللقاء والتي تضم ثلاث عشرة جلسة علمية كما يتضمن اللقاء خمسة محاور رئيسة وتتناول هذه المحاور الابعاد الشرعية والنفسية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والاقتصادية والسياسية وذلك من أجل الخروج برؤية منهجية متكاملة وشاملة عن الغلو والاعتدال حيث يتناول المحور الشرعي دراسة المفاهيم والمصطلحات لظاهرة الغلو في الكتاب من نظرة شرعية شاملة ومظاهر اللغو المعاصرة في التكفير والولاء والبراء والخروج على ولي الأمر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعامل مع غير المسلمين والغلو والتشدد على النفس والغير بالإضافة إلى الصلة بين الحاكم والمحكوم وحقوق المواطنة وواجباتها وعلاقة ذلك بالغلو.
الجانب النفسي
أما المحور الثاني في اللقاء فسيتناول الجانب النفسي والاجتماعي من خلال موضوعات ذات صلة بالسمات الشخصية المتطرفة مثل التعصب والتسامح والتصلب الفكري والجمود الذهني ثم التنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية بين المظاهر والأساليب ثم رؤية نفسية اجتماعية للتربية الدينية في المجتمع السعودي.
الأمور التربوية
أما المحور الثالث فيتعلق بالجانب التربوي وهو يتحدث عن دور المناهج الدينية ودور المعلم وطبيعة المجتمع في تحقيق الوسطية والاعتدال ودور التعليم في خلق أنماط التفكير وبناء الشخصية المتزنة بالإضافة إلى استعراض ومناقشة الأنشطة التربوية اللا صيفية ودورها في تحقيق الغلو أو الاعتدال.
الجانب الإعلامي
والمحور الرابع من هذا اللقاء سيناقش الجانب الإعلامي مثل المعالجة الإعلامية لعلاج ظاهرة الغلو ويشدد على أهمية حرية التعبير في وسائل الإعلام وأثر ذلك في معالجة الغلو ويدرس الخطاب الديني في وسائل الإعلام المختلفة ودوره في مواجهة الغلو وتحقيق الوسطية والاعتدال.
الاقتصاد والسياسة
أما المحور الخامس فهو يتحدث عن الشأن السياسي والاقتصادي ويناقش كيفية التعاطي مع قضايا المسلمين على الساحة الدولية دون تشدد وغلو مع التأكيد على أهمية المشاركة السياسية فكراً وتطبيقاً في معالجة الغلو في المجتمع السعودي وعلاقة ذلك في الحريات وحقوق الإنسان بالإضافة إلى دراسة العامل الاقتصادي وأثره في الغلو.
15 بحثاً
وقد بلغ عدد البحوث العلمية التي سيناقشها هذا اللقاء خمسة عشر بحثاً علمياً في محاور اللقاء أعدت من قبل باحثين متخصصين على درجة كبيرة من العلم.
ستون مشاركاً
ويشارك في هذا اللقاء أكثر من ستين شخصية من العلماء والمفكرين الذين يمثلون النخبة العلمية والسياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية في المملكة العربية السعودية والذين سيطرحون العديد من البحوث وأوراق العمل التي تتعلق بمحاور هذا اللقاء من خلال التركيز على القضايا الراهنة على الساحة.
التوصيات الرامية إلى المزيد من المشاركة في رسم تصورات وخطط ومقترحات تصب في خدمة الوطن والمواطن.
حوارات هادفة
ومن جانبه أكد الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن هذا اللقاء ستشهد جلساته المتعددة العديد من المناقشات والحوارات الهادفة بين نخبة من العلماء والمفكرين في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والشرعية وغيرها بما يؤدي التوصل إلى جملة من التوصيات الرامية إلى المزيد من المشاركة في رسم تصورات وخطط ومقترحات تصب في خدمة الوطن والمواطن .
دعم القيادة الحكيمة
ونوّه ابن معمر في حديثه بما يحظى به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من دعم كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني حفظهم الله لمواصلة تنفيذ أهدافه الخيرة التي أنشئ من أجلها. ووقع ابن معمر أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة - رعاها الله - التي ستشعر ما يجوس من توجيهات لدى أبناء الوطن صوب التكاتف لمواجهة الأخطار المحدقة التي تطرأ على بلادنا ونوّه ابن معمر بتوجه القيادة بدعم الحوار الوطني وانشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تكون غايته مصلحة الوطن العليا وثوابته وأمنه ومستقبله وتمنى ابن معمر للمشاركين في هذا اللقاء كل نجاح وتوفيق وأن يقضي هذا الحوار إلى استخلاص النتائج والعبر والتوصيات التي تنطوي على رؤية واضحة لقراءة الحاضر وتبيان ما يحف مستقبلنا من مسائل تحفز فينا روح الوفاء والإخلاص لتقدم بلادنا ونهضتها ورخائها أملاً في تكوين أجيال جديدة تستشعر الولاء والوفاء وتعزز في أجيالنا قيم الانتماء والبناء والوحدة لأن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الشورى والحوار والحفاظ على ثوابتنا وتعاضدنا وشد أزر بعضنا بعضاً بالاقتراحات والمرئيات التي تهدف إلى وحدة وطننا العزيز.
أسماء وأبحاث المشاركين
ويشارك في فعاليات المؤتمر عدد من العلماء والمفكرين والباحثين منهم، أولاً الذين سيشاركون في المجال الشرعي وهم الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق وسيتحدث عن (مفهوم الغلو في الكتاب والسنّة والنظرة الشرعية لمشكلة الغلو).
والدكتور عبدالله بن إبراهيم الطريفي وسيكون بحثه عن (مظاهر الغلو المعاصرة) وعن الصلة بين الحاكم والمحكوم.
ومن المشاركين في الجانب النفسي والاجتماعي الدكتور طارق بن علي الحبيب حيث سيقدم بحثاً بعنوان (سمات الشخصية المتطرفة) والدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري يقدم بحثاً عن (التنشئة الاجتماعية) والدكتور طارق علي يقدم بحثاً بعنوان (التربية الدينية في المجتمع).
وفي المجال التربوي يتحدث كل من الدكتور عبدالعزيز محمد القاسم عن (دور المناهج الدينية) والدكتور عبدالعزيز بن سعود العمر يقدم بحثاً عن (الأنشطة اللاصيفية).
والدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج يتقدم ببحث تربوي حول (التعليم ودوره في بناء الشخصية الإسلامية) والدكتور زبن العابدين الركابي يقدم بحثاً إعلامياً بعنوان (هل هناك منهجية إعلامية) وكذلك يقدم الدكتور أحمد بن نافع المورعي بحثاً إعلامياً عن (أهمية حرية التعبير) كما يقدم الدكتور علي بن شويل القرني بحثاً إعلامياً بعنوان (الخطاب الديني) وفي الجانب السياسي يتحدث كل من الدكتور صالح بن عبدالرحمن المانع عن (قضايا المسلمين) كما يتحدث الدكتور مشاري بن عبدالرحمن النعيم عن (المشاركة السياسية فكراً).
ويتحدث الدكتور محمد احسان بو حليقة عن (العامل الاقتصادي).
من جهته، أكد الدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري الأستاذ المشارك في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وأحد الباحثين الاجتماعيين المشاركين في اللقاء الثاني للحوار الفكري الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تحت عنوان(الغلو والاعتدال رؤية منهجية شاملة) ويبدأ فعالياته يوم غدٍ الأحد بمكة المكرمة وأكد على أهمية عقد هذا اللقاء وذلك كونه يعبر عن رغبة أكيدة في تفعيل دور التشاور والمشاورة كمبدأ إسلامي انطلاقاً من قول الله عزَّ وجلَّ في محكم كتابه الكريم {$ّأّمًرٍهٍمً شٍورّى" بّيًنّهٍمً} وأشار الدكتور الشثري إلى أن هذه الرغبة من لدن ولاة الأمر في هذه البلاد - حفظهم الله - قد تمثلت في ميادين عديدة ومنها هذا اللقاء واللقاء الأول الذي أمر به ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - حفظه الله - حيث كانت نتائج اللقاء الأول للحوار الوطني مشجعة - ولله الحمد - وتنم عن وعي لدى المشاركين.
وأكد الدكتور الشثري في حديث ل«الجزيرة» من محاسن هذا اللقاء أنه يشتمل على محاور عدة منها الشرعي والاجتماعي والنفسي والتربوي والإعلامي وغيرها ومن المحاور وذلك ليغطي أكبر قدر ممكن مما يهم المتحاورين والمهتمين بالبرامج الإصلاحية لهذه البلاد مع التأكيد على انطلاق كل ذلك من مبادئ الإسلام وأن المرجع عند الاختلاف هو كتاب الله الكريم وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وعن مساهمته في هذا اللقاء الثاني للحوار الوطني يقول الدكتور الشثري لقد أعددت بحثاً اجتماعياً بعنوان (التنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية - المظاهر والأساليب) وقد ناقشت في هذا البحث أهم الجوانب المتعلقة بظاهرة التنشئة الاجتماعية وتحديات العصر التي تواجه المجتمعات البشرية عموماً والمجتمع السعودي خصوصاً في هذه الفترة المتغيرة من تاريخ مجتمعنا في ظل التغيرات والتطورات العالمية السياسية والاقتصادية والتقنية وغيرها من المتغيرات.
كما عرضت في بحثي هذا وجهة نظر الإسلام في موضوع التنشئة الاجتماعية باعتباره منبع القيم وأساس التحاكم في هذه البلاد المباركة.
أهمية اللقاء
ومن جانبه أكد ل(الجزيرة) الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج الأستاذ التربوي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة وأحد المشاركين في هذا اللقاء بحثاً تربوياً عن التعليم ودوره في البناء وأن هذا اللقاء يعد أمراً ضرورياً ومهماً في غمار الأحداث التي نعيشها والتي غيرّت بعض القيم التي كانت وما زالت عند أبناء هذا الوطن الغالي من فئة شذت عن المجموع بغلوها وتطرفها بسبب جهلها بالدين الإسلامي الحنيف.
وأشار الدكتور الدعيلج إلى أن هذا اللقاء هو بلا شك محاولة جادة موفقة - إن شاء الله - في ترسيخ مبدأ الوسطية في الأمور كلها وهي التي حثنا عليها الدين القويم، كما أن الهدف من هذا اللقاء يتضح من خلال أوراق العمل والأبحاث التي يستعرضها خلال جلساته وأتمنى من الله العلي القدير التوفيق للجميع في خدمة هذا الدين ومن ثم هذا الوطن الغالي وأبناء شعبه الكرام.
|