* الرياض - فهد الغريري:
عقد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوم أمس مؤتمرا صحفياً تمهيداً للقاء الوطني الثاني للحوار الفكري المزمع إقامته في مكة المكرمة اليوم السبت وعلى مدى أربعة أيام بعنوان «الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة».
ومثل المركز في هذا المؤتمر كل من الدكتور عبدالله بن عمر نصيف عضو اللجنة الرئاسية ونائب رئيس مجلس الشورى سابقاً ومعالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمين عام المركز وذلك نيابة عن فضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رئيس المركز ومعالي الدكتور راشد الراجح الشريف نائب رئيس المركز اللذين اعتذرا لظروف طارئة.
وأدار المؤتمر الدكتور علي بن شويل القرني مقرر اللجنة الإعلامية بالمركز.
وقد شهد المؤتمر تواجداً إعلامياً مثل جهات ووسائل إعلامية مختلفة محلية وعربية وأجنبية، وأجاب ممثل المركز عن عدد من الأسئلة التي تطرقت إلى أمور مهمة وحساسة كان يشوبها شيء من الغموض نتيجة لعدم تواجد وسائل الإعلام في اللقاء الأول فإلى التفاصيل:
تخطيط وتهيئة
تحدث في البداية الدكتور علي بن شويل القرني مرحباً بالموجودين ومعلنا افتتاح المؤتمر الصحفي ثم تحدث الدكتور عبدالله بن عمر نصيف الذي أبلغ الموجودين اعتذار كل من رئيس المركز فضيلة الشيخ الحصين ونائبه معالي الدكتور راشد الراجح الشريف عن حضور المؤتمر لظروف طارئة، وأشاد د. نصيف بفكرة إنشاء المركز وأهميتها لما فيه فائدة الوطن.
بعد ذلك تحدث الأستاذ فيصل بن معمر أمين المركز الذي شدد على أهمية الإعلام في خدمة مثل هذا المشروع المهم وقال: «بعد اللقاء الأول جاءت ردود فعل هامة في جميع وسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحف بل وحتى الإنترنت وقد استفدنا مما جاء فيها كثيراً وهي هامة جداً للتخطيط المستقبلي.
وأشار ابن معمر إلى أن المركز بدأ منذ اللقاء الأول في التخطيط للعديد من البرامج وإعداد النظام الأساسي والهيكل التنظيمي وأيضاً تحديد المهام والمسؤوليات، مع التركيز على التخطيط للقاء الثاني.
ووصف ابن معمر هذا التخطيط أنه «تخطيط بمنهجية متميزة». مركزاً على أن من أهم أهداف المركز تهيئة المواطنين للتعامل مع المتغيرات الخارجية.
ثم بعد ذلك فتح المجال للموجودين من الإعلاميين لطرح الأسئلة.
الاستراتيجية والانفتاح الإعلامي
تناول أول سؤال موضوع الاستراتيجية التي يعتمدها المركز في عمل اللقاءات طالباً إيضاح كيف يتم تحديد الزمان والمكان وأيضاً الموضوعات وكان السؤال الثاني عن الانفتاح الإعلامي الذي يشهده اللقاء الثاني عكس ما حدث في اللقاء الأول متسائلاً: «هل الانفتاح بسبب ضغوط إعلامية أم بسبب رؤية خاصة من داخل المركز».
وقد أجاب الأستاذ فيصل بن معمر قائلاً: «كان من أهم نتائج اللقاء الأول تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بسبب مطالبة المشاركين وصدرت الموافقة السامية وعندها كان من أهم الخطوات هو وضع الاستراتيجية».
وأشار ابن معمر إلى مشاركة أكثر من 30 أستاذاً من تخصصات مختلفة في الجامعات السعودية بهدف تحديد المواضيع التي ستناقشها اللقاءات والتي تخضع لدراسة لجان علمية يرأسها فضيلة الشيخ صالح الحصين.
وإجابة على السؤال الثاني قال: «كان من الضروري في اللقاء الأول التخطيط بعيداً عن وسائل الإعلام لأنه كان تجربة خاضعة للنجاح والفشل وكان إغلاقها مهماً جداً لئلا تنتقل المناقشات من طاولة الحوار إلى وسائل أخرى ربما لا تتيح للآخرين الحوار والتفاهم والخروج بنتائج أما الآن فنحن في مرحلة أخرى نريد أن نقترب من الإعلام للتعريف بالمركز وأهدافه ولكننا مع إغلاق جلسات الحوار خاصة لأننا لا نستطيع أن نسمح للإعلام أن يدخل بين المتحاورين ونقل صور قد لا تكون صحيحة».
وفي إضافة للدكتور علي بن شويل القرني رئيس اللجنة الإعلامية أشار إلى تقديمه ملخصاً يومياً لما دار في الجلسات وذلك عبر المركز الإعلامي.
مجلس الشورى والحوار الشعبي
وفي سؤال آخر: هل سيكون المركز شبيهاً بمجلس الشورى؟» وعن الحوار الشعبي كان السؤال: هناك اهتمام بدور المرأة في المركز فهل سيفتح المجال للحوار الشعبي؟ وكيف سيكون دخول المواطن للمشاركة في الحوار الوطني؟
وأجاب الدكتور نصيف عن السؤال الأول قائلاً: «المركز سيكون محوراً لتحريك الأمور والتفكير في الاستراتيجيات وأيضاً لعمل البحوث والدراسات وطرحها واستخلاص النتائج».
كما شارك الأستاذ فيصل بن معمر قائلاً: «نحن هنا في مكان فكري لتجميع الآراء والاستفادة من التنوع الموجود في المجتمع وخلق أجواء للتفاهم تخدم عقيدتنا والوطن والاستفادة من قدرات أبناء الوطن في هذا المجال واستنفار الطاقات الوطنية لتكون أساساً للدفاع عن الوطن، والمركز قناة للتعبير المسؤول الذي تمارس فيه حرية الرأي ضمن ضوابط».
اختيار المشاركين والموضوع
وجاء سؤال آخر عن الأسس لاختيار الستين شخصاً المشاركين في اللقاء؟ وأيضاً عن الموضوع حيث أشار إلى أهمية مناقشة العامل الاقتصادي الذي هو سبب بينما «الغلو» نتيجة.
وأجاب د. نصيف قائلاً: «اللجنة الوطنية وضعت سلسلة من الأمور من بينها العامل الاقتصادي وقد اخترنا موضوع «الغلو» الآن لأن الأمور تجاوزت الحدود.
وحول أسس اختيار المشاركين قال ابن معمر: «في جميع الندوات واللقاءات عندنا معاناة في اختيار الأشخاص لأنه لا يوجد للأسف إلا معلومات حسب ما نراها في الصحف أو في المناسبات ولذلك بادر المركز إلى عمل قاعدة معلومات ضخمة على مستوى 13 منطقة».
وأشار ابن معمر إلى أن المعايير ليست فقط المساهمات الإعلامية بل الفكرية أيضاً من العلماء وقادة الفكر ومن لهم مراكز اجتماعية في شأنهم المحلي.
تنفيذ النتائج
وتطرق سؤال آخر عن كيفية تنفيذ النتائج الخاصة بالتقريب بين التيارات الفكرية وعكس ذلك على المجتمع.
وقد أجاب الأستاذ ابن معمر قائلاً: «نحن في حاجة للوقت لتحديد هذه الوسائل والآليات. ولكن الأهم أن ولاة الأمر عندما اتخذوا قرار إنشاء المركز كان هناك استعداد تام لتذليل جميع العقبات، نحن الآن ما زلنا في المرحلة ما قبل الأولى ونحن في سباق مع الوقت ونحتاج إلى رفع الروح المعنوية للفكرة بدلاً من إحباطها.
توسيع قاعدة المشاركة
وفي سؤال آخر تمت الإشارة إلى كون القاعدة التي اختيرت هم من نجوم المجتمع والإعلاميين وكان السؤال كيف يمكن لرجل الشارع أن يشارك في الحوار الوطني؟
وقد أشار ابن معمر إلى أهمية مشاركة المواطنين بمختلف فئاتهم وأنه لذلك كانت أولى الخطوات تدشين موقع المركز على الإنترنت ليكون مفتوحا لكل فئات المجتمع وأضاف: «لدينا قدرات وطنية هائلة نريد الاستفادة منها».
المركز في جميع مناطق المملكة
وتطرق سؤال آخر عن كون مقر المركز في الرياض مطالباً بأن يشمل جميع المناطق.
وأجاب ابن معمر قائلاً: «النظام الأساسي للمركز أن المقر الرئيسي في الرياض ولكن فروعه في جميع المناطق وهو شامل لكل الفئات العمرية».
وركز ابن معمر على حاجة المركز لدعم وسائل الإعلام ومساندتها ليس بالرأي فقط بل حتى بالنقد.
الحوار مع المسؤولين
وأشار سؤال إلى أهمية التماسك الحكومي الشعبي متسائلاً: هل هناك نية لانخراط الحكومة في هذا الحوار؟
وأجاب ابن معمر قائلاً: «التوصيات النهائية ستقدم إلى المسؤولين في الدولة والمركز جسر قوي لإيصال المعلومة والاقتراح والرأي، وأيضاً الحوار مع المسؤولين مهم ولكن يجب أن يكون وفق خطط وأسس مدروسة».
الإعلام الأجنبي
وفي سؤال آخر تمت الإشارة إلى أهمية تواجد وسائل الإعلام العربية والأجنبية متسائلاً:
«أليس من حق العالم أن يعرف وأن نعرفه بما يجري من تحركات وطنية؟».
وأجاب د. نصيف قائلاً: «في البداية نحن نرتب بيتنا من الداخل ونضع الأسس والثوابت لهذا الحوار وقد نجحنا إلى حد كبير في اللقاء الأول رغم تباين الأفكار ولذلك لا بد من عدم الاستعجال».
وأضاف د. القرني إلى وجود وسائل إعلامية عربية وأجنبية مثل الأهرام ورويترز وغيرها.
الانتقادات الأجنبية
وأشار السؤال الأخير إلى ما تردد في بعض وسائل الإعلام الأجنبية من أن المركز ما هو إلا وليد لظروف مرت بالمملكة متسائلاً عن التعليق على هذا الرأي.
وتطرق السؤال إلى كون اللقاءات بدأت قبل أن يضع المركز خططاً وآليات لتفعيل التوصيات التي يخرج بها متسائلاً: لماذا لا توضع خطط وآليات للتنفيذ قبل أن تذهب هذه الدراسات هباء منثوراً؟
وقد أجاب ابن معمر قائلاً: الانتقادات طالت أشياء كثيرة ليس فقط المركز والحوار الوطني وهي انتقادات لا تعرف أهدافها ولا من وراءها وخاصة في الإعلام الأجنبي، ونحن نجمع جميع الملاحظات وتتسع صدورنا لأشياء كثيرة كالإعلام والنقد حتى الشديد منه، وبالنسبة للسؤال الثاني نحن لا نريد قتل الحماس فنحن في حماس للعمل وما يزيدنا نشاطاً وحيوية هي هذه اللقاءات والحوارات الجانبية التي تشهد اقتراحات مهمة ومفيدة لتطوير المركز ونحن نريد أن نستفيد منها.
الختام وتدشين موقع المركز على الإنترنت
في الختام وجه الأستاذ فيصل بن معمر الشكر للإعلاميين محلياً وعربيا مشدداً على حاجة المركز إلى إيصال الرسالة وأن تكون الصورة واضحة وتصحيح بعض الصور الخاطئة التي وردت عن المركز وعن الحوار وأهدافه.
كما وجه الشكر إلى وزير الثقافة والإعلام وجميع المؤسسات السعودية التي أسهمت في انطلاقة هذا المركز.
وبعد ذلك دعا ابن معمر الموجودين إلى تدشين الموقع المبدئي للمركز على شبكة الإنترنت والذي سيسهم في التعريف بالمركز وأيضاً في التواصل معه.
د. نصيف: لا نريد إساءة التفسير
في تصريح ل«الجزيرة» طالب الدكتور عبدالله بن معمر نصيف بعدم الاستعجال على التواجد الإعلامي داخل جلسات الحوار وقال: «المركز بالتدريج يصبح حقيقة واقعة ويضع الاستراتيجيات ويبدأ الاتصالات سيكون له موقع، لا نريد أن نستعجل ثم نجد أن الناس يسيئون التفسير، هذا هو السبب فعدم التعجل له حكمة في هذا الوقت.
ابن معمر: نريد حواراً وطنياً لا مذهبياً
وتوجهت «الجزيرة» إلى ابن معمر بسؤال حول نقاش وحوار التيارات المذهبية كالسنة والشيعة في المركز وتناول وسائل الإعلام له فقال: «الحوار حول الوحدة الوطنية وليس حواراً مذهبياً، ونحقق هذا الحوار بمشاركة جميع أبناء الوطن باختلاف تنوعهم الفكري».
|