نظافة المدن
جزء أساس في نظافة ساكنيها...!
فنظيف العقل لا ينتج إلاَّ فكراً خلاَّقاً بنَّاءً جمْعياً هدفه الإنسان ونهضته..
ونظيف القلب لا يكره ولا يحقد ولا يضمر شراً، فيكون سلاماً على الإنسان..
ومن يكون قلبه وعقله نظيفين فهو بلا ريب ذو خُلقٍ ومُثُل وقِيَمٍ...
وإنسانٌ مثل هذا لا يعيش إلاَّ نظيفاً: نظيف اليد فلا يسرق، ونظيف العين فلا يزيغ البصر، ونظيف الإحساس فلا يَظْلم، ونظيف المأكل فلا يترابى أو يعتدي، ونظيف المظهر فلا يقبل أن يظهر بلباس رثٍّ أو قذرٍ، وتتوالى في حياته الخاصة منظومة النظافة فيأبى أن يكون ما حوله غير نظيف، فمأكله نظيف، ومشربه نظيف، ومسكنه نظيف، إذن فهو نظيف في داره داخله وخارجه، لا يقذف فضلاته في عرض الشارع، ولا بجوار البيت، ولا من نافذة العربة، ولا حيث يتنزَّه، ولا حيث يغادر...
فالنَّظافة منظومة متكاملة...
فمن ذا الذي ينكر أنَّ من يشيع منه عبق العطور، لا يتسرَّب من بيته عبق البخور؟ ولا يلمع شارعه بنصاعة النظافة بالنور؟
فالمدن النظيفة هي حصاد السَّاكنين
وصفةٌ لسلوكهم ومظهرٌ من مظاهر شخصيَّاتهم...
لذلك،
النظيف لا يتَّكل، ولا يرمي بأسباب على سواه...
فمن ذا الذي ينكر أنَّ الشَّارع والسُّوق وبجوار المنازل والحدائق هي جزء من البيوت، وأنَّ ظاهر ما فيها صورة مصغرة لباطن ما في البيوت؟
سوف يحتجُّ جمْع على ما أقول، مسندين مسؤولية نظافة الشارع إلى بلديات المدن وأماناتها، وهو أمر آلي، ومسؤولية تنظيمية لكنَّها جزء من مسؤولية سكان المنازل، والمؤسسات المختلفة بل المحلات التجارية على اختلاف أحجامها ومحتوياتها ومستوياتها.. ذلك لأنَّ كلَّ نظيف لن يقبل أن يساهم في غير نظافة ما حول داره أو مكتبه أو حيث عبوره إن لم يكن باليد فبالتوجيه والتعاون لكلِّ من معه، يُنظِّف عربته أو يقودها، ويُنظِّف منزله أو يشرف عليه، أو...
فالمدن النظيفة
الدليل الأوَّل على نظافة ساكنيها
فانظر إلى شارعك تعرف صفتك!!
ومن ثمَّ عد إلى
نفسك وحدِّد مسؤولية دورها نحو نظافة شاملة تبدأ بسلوكك ومن يخصك..
بتدريب الصغير على أن يكون نظيفاً ليعيش الجميع في نقاء النظافة... والنظافة في كلِّ أمر، مطلبٌ حضاريّ.
| 
