* سنغافورة - أ.ف.ب:
تمكنت الاقتصادات الآسيوية من تسجيل انتعاش مذهل أواخر السنة وهي مهيأة بدفع من الاقتصاد الصيني المحرك، للاستمرار في هذا الاتجاه خلال العام 2004م بعد تجاوز الأزمات الناجمة عن وباء الالتهاب الرئوي الحاد (السارز) والحرب على العراق.فقد وجّه وباء السارز خلال النصف الأول من العام ضربة شديدة الى هذه المنطقة من العالم ما آثار تخوفاً من ان تلقى صعوبات في النهوض بسبب هرب السياح ورجال الأعمال وانكماش اقتصاداتها.
واعتبر البنك الآسيوي للتنمية ان المرض الذي تسبب بحوالي 80 وفاة وأكثر من ثمانية آلاف اصابة غالبيتهم في الشرق الأقصى، كلف اقتصادات آسيا حوالي ستين مليار دولار، اي اكثر من 5 ،1% من اجمالي الناتج الخام الاقليمي. علماً بأن سنغافورة وتايوان وهونغ كونغ في عداد المناطق الأكثر إصابة.
كذلك ألقت حرب العراق التي بدأت في الوقت الذي بلغ فيه السارز ذروته بظلالها على المبادلات والأعمال. وما زاد الطين بلة هو ان الاقتصاد الأمريكي الذي يعتبر سوقا كبيرا للصادرات يمر هو الآخر بوضع صعب.
لكن قدرة الاقتصادات الآسيوية على المقاومة والصمود آثارت الدهشة وقد استفادت في الحقيقة من نمو لافت في الصين واستئناف سريع لحركة النقل الجوي ومن تحسن الوضع في الولايات المتحدة في النصف الثاني من العام.
وفي سنغافورة على سبيل المثال بلغ اجمالي الناتج الخام 11% في الفصل الثاني من هذا العام لكنه سجل قفزة مع نمو بنسبة 17% في الأشهر الثلاثة التالية، مما اعتبر أسرع نمو فصلي منذ ثماني سنوات.وبدورها اتبعت هونغ كونغ مسارا مشابها. فبعد ان راجعت في البداية توقعاتها لهذا العام نحو الانخفاض، أي من 3% الى 2% بسبب السارز عادت ورفعتها الى المستوى الأصلي بعد تسجيل انتعاش في الفصل الثالث.
لكن اقتصاد الصين الضخم كان أفضل أداء من جيرانه الصغار في صموده أمام الأزمة ويعول على نمو بنسبة 5 ،8% لهذا العام، مقابل 7 ،7% كمعدل وسطي خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
|