أخذت «النصائح» توجَّه إلى سورية لتحذو حذو ليبيا وتفعل مثلما فعلت بفتح أراضيها ومنشآتها النووية «إن وجدت» ومعامل الأبحاث والتصنيع للأسلحة الأخرى «الكيماوية والبيولوجية» حتى ترضى عنها أمريكا وأخواتها من بريطانيا وباقي الدول الغربية التي تغمض عيون مسؤوليها وعقولهم عن المخزون الرهيب لأسلحة الدمار الشامل في الكيان الإسرائيلي من أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية.
سورية، وليبيا، ومصر، ودول الخليج العربية، وجميع الأقطار العربية تطالب منذ وقت طويل بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة نظيفة من أسلحة الدمار الشامل، والدول العربية جميعاً بما فيها سورية مستعدة لتوقيع ما يريدونه من اتفاقيات وتفتح أراضيها لأي تفتيش، ولكن بشرط أن يكون ذلك مطبقاً على جميع دول المنطقة، فليس عدلاً وغير مقبول أن تتدفق «النصائح» على سورية وهي التي لا نعرف أن لها اهتماماً بالبحث فضلاً عن السعي لتصنيع أسلحة نووية، ولا أحد يتحدث عن «دولة» في المنطقة ملاصقة لسورية ثبت امتلاكها لمئات القنابل النووية وقدرتها على استعمال هذه القنابل والأسلحة من خلال وجود صواريخ، وغواصات ومقاتلات تستطيع نقل وإلقاء القنابل النووية.
هل عصرنا هذا «العصر الإسرائيلي» ولا نقول العصر الأمريكي الذي لا يجوز فيه محاسبة إسرائيل.. بل ولا حتى مجرد التنبيه على خطورة أفعالها على السلام والأمن الدوليين..!
هل العرب والمسلمون وحدهم المطلوب منهم إثبات براءتهم من امتلاك أسلحة الدمار الشامل، فيما غيرهم والتي تؤكد كل الدلائل على امتلاكهم لهذه الأسلحة لا أحد يتحدث عنهم، أو حتى «ينصحهم» مثلما يدعون بتقديم نصائحهم لسورية التي كثرت هذه الأيام لأهداف لم تعد خافية على أحد..؟!!
|