إسرائيل تعلن حالة الاستنفار وتبحث الرد على العملية الاستشهادية
سرايا القدس تتوعد بالرد على مقتل قائدها في غزة بضرب عمق إسرائيل

  * غزة - بلال أبو دقة - القدس - واشنطن - الوكالات:
توعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في فلسطين بالرد على عملية غزة التي استهدفت قائدها بضرب العمق الإسرائيلي وقالت: إن هذه الجريمة الجديدة لن تمر دون عقاب وأن سرايا القدس التي أثبتت طوال انتفاضة الأقصى الباسلة قدرتها على اختراق العدو الصهيوني وضرب عمقه الأمني من قلب القدس إلى شمال حيفا ستلقن العدو درساً موجعاً وستجعله يدفع ثمناً باهظاً لكل جريمة أو محاولة يقترفها بحق شعبنا وقياداته وكوادره ومجاهديه.
ونعت السرايا في بيان اثنين من عناصرها قضا نحبهما مع ثلاثة آخرين في عملية اغتيال وصفتها بالجبانة ارتكبتها إسرائيل في مدينة غزة.. وقالت إن سرايا القدس إذ تنعى شهداءها الأبرار فإنها تعاهد الله أن تظل قابضة على جمر الجهاد حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية المغتصبة ولن يطول ردنا وأشار البيان إلى أن شهيديها هما مقلد حميد سلامة أبو حمزة قائد سرايا القدس «38 عاما» ونبيل حسن شريح أبو بكر القيادي في السرايا «28 عاما» وأن الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في المجزرة التي ارتكبتها حكومة إسرائيل هم سعيد أبو ركاب ووائل الدقران وأشرف رضوان.
وأضاف أن عملية الاغتيال تأتي ضمن سلسلة متواصلة من جرائم الاغتيال المنظمة والمبرمجة التي شنتها حكومة الإرهاب الصهيوني ضد شعبنا منذ انطلاق انتفاضة الأقصى لتصفية قيادات وكوادر المقاومة.
ولفت إلى أن حكومة إسرائيل لم تتعلم من تجارب الاغتيالات السابقة ولم تدرك أن الشعب الفلسطيني الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء في مسيرة كفاحه لن يستسلم ولن يركع وأن تصفية الكوادر والقيادات لن توقف مسيرة الانتفاضة والمقاومة المباركة، بل ستزيدها صلابة ومتانة وستمضي في طريقها حتى بلوغ أهدافها بالنصر والتحرير.
من جهتها أعلنت القوات الإسرائيلية حالة الاستنفار والتأهب في إسرائيل ودفع قوات إضافية من الشرطة والأمن وحرس الحدود إلى خطوط التماس لمنع وقوع عمليات ينفذها فلسطينيون داخل إسرائيل.
وقد تكثف حشد القوات الإسرائيلية والشرطة والأمن في مواقف الحافلات والمراكزالتجارية وبخاصة في منطقة تل أبيب الكبرى.
وفي القدس شددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها الأمنية وعززت الدوريات العسكرية وكثفت الحواجز العسكرية واحتل القناصة المناطق المطلة على الحرم القدسي ومنعت الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما من التوجه للقدس وللحرم القدسي لأداء صلاة الجمعة وكانت سلطات الاحتلال وتنفيذا لقرار من وزير الحرب شاؤول موفاز قد فرضت طوقا أمنيا شاملا على المناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع وعزلها عن العالم في نطاق العقوبات الجماعية... وجاء القرار بعد تنفيذ عملية الجبهة الشعبية في إحدى محطات الحافلات قرب تل أبيب مساء الخميس وبموجبه يمنع توجه العمال إلى أعمالهم في إسرائيل والخروج من الضفة والقطاع ونزول الصيادين إلى البحر ومنع وصول الوقود والمواد الغذائية للضفة والقطاع.
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز اجتماعا أمس مع كبار القادة العسكريين والأمنيين المجرمين لبحث الرد على العملية الاستشهادية وذكرت أمس صحيفة هاآرتس الإسرائيلية نقلا عن راديو إسرائيل أن موفاز طلب من مسؤولي الأمن تقديم توصيات حول الكيفية التي يتعين أن ترد بها إسرائيل على العملية.
جدير بالذكرأن هذه العملية هي الأولى في داخل إسرائيل منذ أوائل شهر اكتوبرالماضي حين قام استشهادي بتفجير نفسه في مطعم في مدينة حيفا الشمالية مما أسفر عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصا، كما جاءت العملية بعد نصف ساعة من قيام طائرة هليكوبتر إسرائيلية بقتل مقلد حميد القيادي البارز لحركة الجهاد الإسلامي في غزة مع أربعة أشخاص آخرين في عملية الاغتيال الأولى من نوعها التي تقوم بها إسرائيل منذ نهاية شهر اكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، أدانت الإدارة الأمريكية العملية الفدائية التي وقعت في تل أبيب الليلة قبل الماضية بينما تجاهلت أي ادانة للهجوم الذي قام به الجيش الإسرائيلي في منطقة مكتظة بالسكان في غزة وأسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان: إن «الولايات المتحدة تدين بكل قوة التفجير الذي وقع في تل أبيب» مشيرا إلى تعاطف واشنطن مع أسر ضحايا ما وصفه بالعمل الإرهابي.
وقال المتحدث: إن «الولايات المتحدة تكرر الحاجة الأساسية لعمل عاجل من السلطة الفلسطينية لمواجهة الإرهاب والعنف».