* الناصرية - د. حميد عبد الله:
استهجن أهالي مدينة الناصرية الممارسات اللاإنسانية التي تمارسها بعض المنظمات الدينية بحق مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى انهم يديرون محالا تجارية متخصصة ببيع الأقراص الليزرية (السي دي) القضية فجّرها محافظ الناصرية عندما أعلن عبر مؤتمر صحفي عقده في المدينة ان بعض الحركات السياسية والدينية تنتهك حقوق الانسان في المدينة وان ماجرى خلال الأيام الماضية لم يكن له مثيل ببشاعته حتى في عهد صدام.
ملثمون ينتسبون إلى عدد من الحركات والمنظمات الدينية احرقوا عدداً من محال بيع أقراص ال CD التي هي المصدر الوحيد لاعالة أصحابها ثم اقتادوا مالكيها إلى أماكن مجهولة ليمارسوا بحقهم أقسى أنواع العذاب حتى ان بعضهم قد ادخل المستشفيات وهو مغمى عليه من آثار التعذيب.
الجلادون استخدموا الكيبلات والسياط لاقامة (الحد) على (الفاسقين) حيث كسرت أرجل بعضهم فيما تركت السياط وشماً من الدم على ظهور الآخرين.
السيد حيدر عبد الستار وهو صاحب محل لبيع الأقراص يقول إنه لم يتاجر بالأفلام الإباحية ولم يكن في محله الذي داهمته عناصر من بعض المنظمات الدينية ونهبت محتوياته سوى قرص يحتوي فيلم (كلام الليل) الذي عرضته اغلب الفضائيات العربية وهو ليس من الأفلام الإباحية.
أما عمار احمد عطيوي صاحب محل (الأندلس) فقد قال انه تم تعذيبه من الساعة الثانية عشرة ليلا وحتى الساعة الخامسة فجرا واستعملوا في ذلك الكيبل والصاعق الكهربائي والكلمات النابية.
ويقول الشاب فراس عربي انهم احتجزوه لمدة يومين بسبب تسريحة شعره، فيما لم يستطع احمد عبد الكريم صاحب محل (ضوء القمر) الذهاب إلى مكتب المحافظ لعرض شكواه لعدم قدرته على المشي بسبب التعذيب الذي تعرض إليه.
ممثل سلطات الاحتلال في مدينة الناصرية السيد جون بورن شاهد الذين تعرضوا للتعذيب بحضور المحافظ وأعضاء المجلس البلدي وقد أخذتهم الدهشة والذهول واكتفوا بإدانة تلك الأعمال التي وصفوها بالبربرية.. هذا ما يحدث في الناصرية ومدن العراق الأخرى ولم تستطع السلطات التنفيذية ولا أجهزة الشرطة ان تردع من يبيحون لأنفسهم تعذيب عباد الله باسم الدين.. والقادم أخطر.
| 
