* إن هذا «الوطن» استمد شرعية تأسيسه وبقائه من «عقيدة الإسلام وثوابتها السليمة الحقة». هذا الوطن تفخر قيادته وأبناؤها بأنهم ينافحون عن عقيدتهم كما ينافحون عن وطنهم، «وكل أمر يقبل المساومة ما عدا الدين والوطن» كما قال وردد ذلك سمو ولي العهد أكثر من مرة.
إن الإحالة في أسباب الإرهاب التفجيري أو التكفيري على تعاليم الإسلام وثوابته أو تطبيقها أمر خطير له آثاره الوخيمة الباقية، فإذا كانت الحالة الأمنية يمكن علاجها بالحزم المطلوب فإن الانحراف الفكري يصعب - فيما بعد- علاجه أو تفادي آثاره، ومثلما يحدث هذا التطرف إرباكاً فإن التطرف الآخر في اتهام عقائد الآخرين ورميهم بالعلمانية هو الآخر تطرف مضر.
إن إطلاق الاتهامات أمر يسير من مختلف الأطياف ومن كافة الأطراف سواء ممن يطلق عليهم «المحافظون» أو «الليراليون» - وأنا أتحفظ على هذا التقسيم - فلا أحسب في بلادنا هذا التصنيف لأننا - في هذا الوطن أبناء عقيدة وفطرة.
لكن الاجتهاد والانفعال مع الأحداث والمساجلات الفكرية تظهر أحياناً بعض الآراء متطرفة سواء جهة اليمين أو جهة اليسار! وإلا فإن مرجعيتنا واحدة ألا وهي «هذا الدين العظيم» الذي أشاعت نصوصه ثقافة التسامح والإحسان ومعايشة الآخرين، وإن عميت عن فهمه عيون منا أو بعيدة عنا في الشرق والغرب، فهذا عمى يعود إلى هذه العيون لا إلى النص العظيم!
وبعد!
إن الكلمة خطيرة لذا علينا أن نحاسب عند كلمة نكتبها على صدر صحيفة، أو نلقيها من على منبر، أو نبثها عبر فضاء شاشة فالكلمة مسؤولية عندما تطرح رأياً ضالاً أو متطرفاً، لأن هذه الكلمة قد تعقب تطرفاً هنا وهناك وبالتالي تكون «أداة للتحريض على الإرهاب» من الطرف الآخر ونحن الذين نسعى جميعاً لمحاكمة هذا الإرهاب ومحاربته والقضاء عليه!
علينا إذا قلنا أو كتبنا أو أبدينا رأياً أن نعدل ونحذر أن يجرمنا شنآن قوم ضالين مفجرين محدودين مهزومين على أن نسيء إلى ثوابت دين، أو وحدة وطن، وإلى ملايين أمة مسلمة صادقة بإسلامها، نقية في قلوبها وثوابتها!
حفظ الله هذا الوطن «فضاء رحبا» يتسع للجميع، ويحفظ اعتدال الدين، وينشر الخير لأبنائه وكل العالمين.
و«رب اجعل هذا البلد آمنا»
***
التنويع
عند التبرع للأعمال الخيرية
** تنويع مجالات العمل الخيري بحيث لا تقتصر على جانب واحد مهم جداً!
فإذا كان بناء المساجد أمراً محموداً فإن المساهمة - أيضاً- في بناء المراكز الصحية، والمؤسسات التعليمية أمر هو الآخر محمود ومطلوب، فالمجتمع بحاجة إلى هذه وتلك.
وقد شدتني دعوة الأستاذ عبدالعزيز العلي الشويعر في مقالة نشرها في صحيفة «الجزيرة» عندما نادى ودعا إلى تنويع مجالات التبرع، وطالب كل موسر الى المبادرة إلى مثل هذه الأعمال المباركة وإلى ميادين «النفع العام» فالوطن لنا جميعا، وأبناء الوطن هم إرخوتنا جميعاً.. ولا بد أن نسعى ونبذل له مما أعطانا الله وبخاصة - الموسرين بالإسهام - مع الدولة - في كل ما يحقق النفع والخير وكل ما يخدم أبناء هذا الوطن، وذلك في جميع المجالات والميادين التي يحتاج إليها الوطن سواء في بناء المساجد، أو إقامة المدارس، أو إنشاء المراكز الصحية، وما يقدم الإنسان من خير يجده عند الله هو خيراً وأعظم أجراً، فضلاً عن عاطر الذكر له ولأولاده في الحياة الدنيا.
***
آخر الجداول
** للشاعر محمد حسن فقي:
«الشعارات بينكم زائفات وشعارُ الإسلام خيرُ شعار ليس منه اليمين يغلو ويشتطّ ولا منه ما التوى من يسار إنه منهج العدالة والحق نصير الضعيف ذي الأطمار» |
فاكس 014766464 |