تحقيق- بشير الرشيدي
الحليفة ذات ماض تليد وحاضر مجيد امتدت إليها يد التنمية بفضل الله ثم بفضل ما تقدمه قيادتنا الرشيدة ايدها الله حتى اصبحت ذات كثافة سكانية ونهضة عمرانية تتباهى بتطورها العمراني وتتوشح بالمشاريع الحيوية التي تهدف إلى رقي المواطن واسعاده وتتميز بموقعها الحيوي الهام حيث تقع في الجنوب الغربي من منطقة حائل بمسافة 200كم وتحديداً على الطريق الدولي حائل، المدينة المنورة وبذلك تتوسط منطقتي حائل والمدينة بالاضافة إلى وقوعها في منتصف 100قرية وهجرة تحيط بها من جميع الجهات ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة تقريباً.«الجزيرة» قامت بجولة ميدانية شملت كافة الاحياء السكنية والتقت عدداً من الاهالي الذين حملونا امانة ايصال صوتهم للمسؤولين للنظر بمطالبهم وتطلعاتهم وآمالهم بالاضافة إلى انطباعاتهم عما تم اعتماده من مشاريع خدمية تحققت بفضل الله ثم بفضل اهتمام سمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه حفظهما الله.
مشروع المياه
في عام 1396هـ شرعت وزارة الزراعة والمياه في انشاء خزان للمياه وللاسف لم يستخدم حتى الآن واصبح يمثل مجسماً جمالياً لايستفاد منه فمنذ 28 عاماً ووزارة الزراعة في حكم الحاضر الغائب ولم يتم ايجاد بديل حتى الآن حتى اصبحت احلام الاهالي في طي النسيان.
المواطن خلف بن فارس الفريح تحدث قائلاً: ان الحليفة غنية بمواردها المائية العذبة وتمد سقياها لاكثر من 100 قرية وهجرة الا ان فروع وزارة الزراعة والمياه لم تقدم ما يثبت وجودها، لقد مضى على انشاء مشروع المياه اكثر من 28 سنة والاهالي يطالبون مراراً وتكراراً ولم يجدوا حلاً حتى الآن.
وتابع قائلاً: ان تنفيذ المشاريع بطرق عشوائية كبد الوزارة مبالغ مالية ومع ذلك لم يستفد من هذا المشروع الامر الذي جعل الوزارة تلزم الصمت ولم تبرر اسباب ايقاف ضخ المياه بالمشروع على الرغم من وجود ثلاث آبار صممت على أشكال هندسية وتم تأمين مكائن ضخ للمياه وسباكة شملت كافة الاحياء ومع ذلك هجرتها الوزارة وتعرضت المكائن للسطو من قبل مجهولين وبعد مضي عشرين عاماً تحولت الآبار من مشاريع حكومية إلى آبار لبعض المزارعين بحكم غياب الرقابة من قبل الوزارة التي عجزت عن حراسة الآبار والمشاريع حتى تعرضت مكائن ضخ المياه للسرقة فإلى متى ونحن ننتظر عطف وزارة الزراعة والمياه؟
المياه المحلاة
أما المواطن مفضي سرور المشعلي فقال ان المسافة بين الحليفة والمدينة المنورة لا تتجاوز 200كم فلو نظرت وزارة المياه مشكورة في ايصال المياه المحلاة من المدينة إلى هذه البلدة لتحقق الحلم الكبير وانحلت معاناة الاهالي التي مضى عليها أكثر من 28 سنة ولا سيما ان قيادتنا الرشيدة لم تدخر أي جهد من أجل اسعاد المواطن ورفاهيته.
عرفت الحليفة منذ القدم بالمياه العذبة بسبب موقعها المتميز حيث وادي الرمة أكبر واعظم الاودية بالمملكة يتوسطها بالاضافة إلى أكثر من 15 وادياً يحيط بهذه المدينة ومع ذلك لم تنظر الوزارة في انشاء سدود على تلك الاودية ولم تحظ هذه المدينة بالاهتمام ومما يدل على ذلك قرى جنوب المنطقة ككل حيث لا يوجد بها أي سد ومع ذلك مازالت الحليفة وقرى جنوب المنطقة في قائمة الانتظار!!
المستشفى الحلم
اثناء جولة «الجزيرة» بالحليفة ولقاء الاهالي والاعيان تركز حديث المجتمع هنا على «المستشفى» فالخدمات الصحية في هذه البلدة متدهورة للغاية حيث ان اقرب مستشفى على مسافة 200كم ولا يوجد بها سوى مركز رعاية صحية أولية يقدم خدمات لاكثر من 20 الف نسمة بالاضافة إلى الحالات الاسعافية والطوارئ والحوادث بحكم وقوع البلدة على طريق دولي ناهيك عن لدغات السوام وعسر الولادة والاجهاض وغيرها من الحالات الاخرى.
المواطن عبدالله النافع تحدث بمرارة قائلاً: ارواح تزهق بسبب الحوادث التي تعتبر شبه يومية وطالب معالي وزير الصحة بالتدخل وايجاد مستشفى يخدم آلاف المواطنين الذين يعانون كثيراً نتيجة هذا الاهمال.. واضاف ان مطالبنا ذهبت ادراج الرياح واصبحنا خارج دائرة الاهتمام ونحن في بلاد اعزها الله من ارقى دول العالم تقدماً طبياً.
ويقول المواطن أحمد السالم: ان قيادتنا الرشيدة حريصة على تحقيق تطلعات الاهالي وايجاد ما يحتاجون اليه من خدمات في شتى المجالات مطالباً وزارة الصحة بايجاد مستشفى بصفة استثنائية لمعالجة آلاف السكان هنا وسكان القرى المتناثرة حول المدينة.
كلية البنات والبنين
تحدثنا إلى رئيس مركز الحليفة عمر بن غصين العاصمي لتسليط الضوء على ما تحتاج إليه من خدمات وما اعتمد لها من مشاريع فقال إن الحليفة حظيت باهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل ونالت نصيباً من المشاريع الخدمية ومنها خدمة الهاتف الثابت والجوال ومشاريع السفلتة والانارة ورصف الشوارع وتشجير المداخل بالاضافة إلى ازدواجية الشوارع الرئيسية.
وأضاف قائلاً: ان الحليفة والقرى المجاورة لها بحاجة إلى ايجاد مستشفى وكلية للبنين وكلية للبنات حيث ان اعداد الطلاب في تزايد حيث بلغ تعداد الطلاب والطالبات 12000 طالب وطالبة مشيراً إلى ان اقرب كلية على مسافة 400كم ويتكبد الاهالي مخاطر السفر ومعاناة الطريق واعباء مالية طائلة.
وأكد ان قيادتنا لم تدخر أي جهد من اجل الرقي بمستوى المواطن وتحقيق ما يصبو إليه من آمال وتطلعات اينما كان موقع سكنه، مؤكداً ان «الحليفة» بماضيها العريق وحاضرها السعيد تنتظر جهود الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل لكي تكتمل الخدمات الاساسية وتتوشح بأفضل المشاريع الحيوية شأنها في ذلك شأن مدن ومحافظات مناطق بلدنا المعطاء.
|