Friday 26th december,200311411العددالجمعة 3 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حق الجار حق الجار

* لي جار آذاني بما ينقل اليَّ منه وبما أراه منه حينما نلتقي، سكنا بجوار بعضنا قرابة أربعين عاماً كرهته ولم أتورع من النيل منه وحاولت جاهداً سد الطريق أمامه فقد كان إمام مسجد وكان كريماً سباقاً للمعروف أما المسجد فقد نفرته منه حتى تركه هو وولده ومن يزورونه في بيته، وبدأت اغتابه وأتقرب بهذا الى كل من لا يريده أو يحسده.
«أي والله» هكذا حصل، تبين لي بعد انتقالي مع زوجتي وولدي أنني كنت ظالما له، وذلك أنني وجدت حينما أغتابه وأسيئ اليه من يصغي اليَّ وقد كان بريئاً لكنني عامي صريح مهبول إذا غضبت نعم (هكذا أنا) وان خفَّت حدتي وهبالي بعد تقدم العمر، ذكَّرني.. احدهم.. أن مالي مشبوه بسبب الإرث بما لطشته منه، وبسبب الوظيفة التي كنت آخذ من الراتب مالا استحقه وما يَرِدني من هنا وهناك بحكم وظيفتي.
حياتي فلمٌ مُثير يصلح أن آخذ عليه جائزة لكن هيهات أنني أجعل حياتي في ذمتك فماذا أفعل؟

م.ط.ط.ط - بريدة
- لا.. ليست حياتك في ذمتي لكن لك مني بذل الجهد في ايراد ما أراه صالحاً ليكون جواباً.
مثلك فيما ذكرت يحصل كثيراً بسبب الجهل أو الحسد الذي قد لا يدركه صاحبه إلا بعد تأمل وشفافية ونزاهة ويكون بسبب ضعف الطرف الآخر، ويكون بسبب العصبية حينما تتحزب الناس عند نسيان أقدار الله وأنه علام ما كان ويكون وهو الحكم العدل. فأنت عفواً تجهل حقيقة كمال التوحيد وحق الجار خاصة وكما تقول: إمام مسجد وحتى لو لم يكن كذلك فيكفي أنه مسلم ليكون له الحرمة المحرمة.
وأنت عفواً متسلق تنشد الحياة بأي سبيل وحينما يُراودك صوت داخلي من أعماق نفسك ترده أو تبرر الخطأ بما ليس خطأ، وهذا أمر يجب أن تدركه على كل حال.
لعلك تسير على ما يلي:
1- عوض ذلك الجار بما ناله منك.
2- نقِّ مالك جيداً وعش حياة صحيحة.
3- أكثر الصدقة والذكر والدعاء.
4- رد حق ذلك الجار «وخف من الله».
5- كن له في كل مجلس وجلسة ولا تكن عليه.
6- حاول التنقيب دائما عمن ظلمت فمثلك جريء على الشبه والحرام وان بررت وأولت وجادلت فتسن عن هذا بتدبر ووضوح وتمام عدل مستقيم.
- تدبر الحياة بفقه جيد وأجعل أمرك لله، ومن كان قد أصغى اليك أو يصغي في حق ذلك الجار حينما تتفكه بسببه واغتيابه فإنما هو شيطان يريد منك المزيد لتزيد، وأنت تدرك هذا فتنطلق لا تلوي على شيء بينما ذلك المصغي يتلاعب ويستخف لأن «من نمَّ لك نم فيك» ولأنك أو لعلك تريد مصلحة ما من وراء ذلك.
آمل السير على ما ذكرت لك هنا بقوة حكيمة مؤمنة عادلة.
وليتك ولو من وجه مختصر أخبرتني عن «حال» ذلك الجار لأن هذا ومثله يساعد في الجواب لكن ما دمت كذلك. فأنت الآن أمام نفسك تجاه هذا الجواب فخذ هذا بقوة وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved