بكل حب وإعجاب وتقدير جاءني تعقيب الأخ العزيز عبدالرحمن المساوي -لا حرمنا الله مشاركاته - وأحمد الله أنه لم يُسىء بي الظن فيما انتقدته فيه، ورحم الله القائل: «طوبى لمن أهدى إليّ عيوبي».
أما عن افتقادي فشكراً على سؤالك - جزيت خيراً - فقد كنت خارج المملكة وطال بي المقام هناك لظروف خاصة حالت بيني وبين التواصل، وها أنا قد عدت ولعله يكون حميداً.
يا أخي العزيز.. أدرك تماماً أنك متخصص في الدراسات والقضايا الاجتماعية وأقدّر لك حجم مشاركاتك بدليل أني لا أهملها، بل أعيد قراءتها أكثر من مرة، ولهذا أحرص على إخراجها، ولا أتورّع في مداخلتك فأنا أصْدق أكثر مما أصدّق.
إن كنت قد عتبت عليك - أخي - تكرار بعض الألفاظ والمعاني فذلك لقناعتي التامة بأن هذا التكرار إنما يُضعف الأسلوب، وقد يؤدي إلى شيء من الملل، وعموماً - أخي - إن شئت الأخذ بما أراه وأعتقده فعلى الرحب والسعة، وإن لم يرق لك ما أراه فأنت وما تراه، وهذه عيّنة مما جاء بالمقال المذكور:
أ- كلمات وألفاظ مكررة:
- كلمة (المسلسلات) تكررت 12 مرة.
- كلمة (حياء) تكررت 6 مرات.
- كلمة (كرامة) تكررت 6 مرات.
- كلمة (فاضح) تكررت 5 مرات.
ب - هناك جُمل ومقاطع لفظية - تكررت كثيراً - أسوق منها قولك:
1- خرجت عن المألوف، خروج عن المألوف، مألوفة لدينا.
2- لقطات يتفصَّد لها الجبين عرقاً - يندى لها الجبين.
3- الاستراحات أو الشاليهات - المقاهي والمطاعم والكازينوهات.
4- غزل وحب وهيام وغرام - غزل ممجوج وتليفون وحب.
5- رذيلة - وعجوز متصابية - حمل سفاح وتصاب.
ج - ولتسمح لي - أخي العزيز - بتوضيح الآتي:
- كررت كلمة (كرامات) مرتين؛ وهذا خطأ إملائي لأن (الكرامة) المقصودة في المقال هي المتعلقة بمكانة الإنسان وهي مفرد لا جمع له، فإذا جُمعت خرجت عن هذا المعنى.
- أراك كسرت الهمزة في أول العمود السادس - في قولك: «تسلبهم عقولهم وكراماتهم وحيائهم» ربما عطفتها على ما قبلها، لكن يا أخي كلمة (كرامات) جاءت منصوبة بالكسرة باعتبارها جمع مؤنث سالم، أما كلمة (حياء) فعلامة نصبها الفتحة ولهذا كان يجب كتابة الهمزة مفردة باعتبارها متطرفة (أعوذ بالله من التطرف) جاء بعد حرف مد.
وأما سؤالك: «هل يمكن للمادة أن تؤثر كل هذا التأثير على حياة البشر؟ فالإجابة.. نعم.. وألف نعم، ألم تسمع يا أخي بالحديث القدسي: «إنّ من عبادي مَنْ إن أغنيته فسد حاله».
وأما عن سؤال ابنتك لك - سواء كان ذلك حقيقة أو على سبيل المجاز - كيف لهذه الفتاة أن تحمل وهي لم تتزوج بعد؟
ثم سكوتك - باعتبارك قد وقعت في أمرين أحلاهما علقم - فهذا يا أخي خطأ جسيم: هبْ أنك عجزت عن الإجابة أو أنّ وقع السؤال كان مفاجئاً فأين دور الأم؟ وهب أنكما عجزتما عن الإجابة فهل تعتقد أن البنت ستنسى السؤال وتُعرض عن الإجابة؟ أؤكد لك أنها ستسعى وستحصل على الإجابة؛ وهنا ستكون الطامة الكبرى لأنها ستحصل عليها ممن لا يهمه أمرها، كسائق أو حارس أو خادمة أو زميلة لها؛ وكنت أرى أن تمهلها - حتى الصباح مثلاً - ثم تتّفقا على إجابة مهذبة، أو تسترشد برأي أهل العلم والخبرة.
وأما عن قولك إنك لا تكتب عن عمود مكسور أو شارع محفور أو تطلب إنشاء برج للجوال أو عن إشارة معطلة فإني أحيلك إلى قولك بتاريخ السبت 26 شوال تحت عنوان: «ذوو الاحتياجات» حيث تقول.
«إنني أكتب من خلال واجب مهني وإنساني يحتمه عليّ تخصصي ومهنتي كاخصائي اجتماعي يسعى لمساعدة الغير أو نقل معاناتهم ومشاكلهم في سبيل ايجاد أفضل وأنجع الطرق لحلها».
ولا تعليق لي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حمدين الشحّات محمد / بريدة |