تعليقاً على ما ينشر في صفحة عزيزتي الجزيرة عن اللغة العربية أقول: عندما طرحت فكرة تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس السعودية ابتداءً من الصف الثالث الإبتدائي انبرت هنالك الأقلام المدافعة عن اللغة العربية في بيان الخطر المحدق بالنشء إذا ما زوحمت لغة القرآن الكريم بلغة أخرى في مثل هذه السن المبكرة للطالب، وهذا موقف مسئول لا غبار عليه، ومنهج له سنده وتأصيله في المحافظة على الهوية وسلامة الانتماء.. ولكن!
رغم كل هذا الحرص على لغتنا الخالدة إلا أننا نسعى في تدميرها كل يوم وعلى مدار الساعة، في بيوتنا وأسواقنا وتعاملاتنا، بل وحتى في مدارسنا!! إنني هنا لا أعتب على الآباء والأجداد لأنهم استبدلوا الفصحى باللهجة العامية، فهذا مبلغهم من العلم، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، ولكنني ألوم الجيل الذي نوّر الله بصيرته بالعلم أن يبقى أسير المشيتين، فتكون له لغة في الكتابة ولغة في المحادثة.. أظن أننا نحن العرب الأمة الوحيدة في هذا الكون التي تتعامل بهذا الأسلوب اللغوي المتناقض!!
إننا بحاجة إلى قرار جريء تتبناه جامعة الدول العربية بحيث يحدد اللغة العربية الفصيحة وسيلة وحيدة للتخاطب في جميع مؤسسات التعليم في الوطن العربي، وذلك كنواة لكسر الحاجز الوهمي الذي يمنع المثقفين والأدباء والمتعلمين بمختلف طبقاتهم من استخدام هذه اللغة الغنية في شؤون حياتهم العامة، وحري بنا على مستوى المملكة العربية السعودية أن نقيم يوماً في مدارسنا للغة العربية وذلك على غرار الأيام والأسابيع التي تقام للأمية والمهنة والشجرة، فلعلنا بهذا الأسلوب أن نمضي خطوة أو خطوات للأمام تحمدها أجيالنا القادمة.
والله المستعان
أحمد الخنيني / الزلفي |