Friday 26th december,200311411العددالجمعة 3 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أهذا واقع شبابنا؟! أهذا واقع شبابنا؟!
أحمد محمد السبيعي

يرِّن جرس المنبه مشيراً للساعة السادسة صباحاً معلناً بداية يوم آخر، يوم دراسي ممل أو يوم من أيام العمل الرتيبة، لكن لماذا هذا الشعور؟!! لماذا معظم شبابنا يفتقد للحماس في أي عمل يمارسه؟!! لماذا نلاحظ البرود والملل الدائم لدى الشباب؟!! والذي يظهر من خلال تسرب الطلاب من المدارس سواء بالغياب المتكرر أو الهرب من المدرسة، ولماذا مستويات التفكير لديهم متدنية إلا من رحم الله.
لماذا نشتكي دائماً من الموظفين الشباب وأنهم أشخاص غير مسؤولين.. تبلد مع المراجعين، استهتار في التعامل، خروج من الدوام حتى قبل أن يستكمل ساعتين متكاملتين!! لماذا الموظف يعاني من الملل والذي يظهر جلياً في تصرفاته وأسلوبه أين تكمن المشكلة؟!!
لماذا لا نكون كغيرنا مخلصين ومتفانين فيما نقوم به على الرغم من أن ساعات العمل لدينا أقل بكثير من دول أخرى حيث يكون الموظف مُسخِراً كل طاقاته لما يقوم به.. ولو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى لوجدنا أن ديننا هو دين العمل، دين يحض الإنسان على العمل الدؤوب والإخلاص فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» أين نحن من المسلمين الأوائل الذين كانوا يجوبون أصقاع الدنيا من خرسان، من مصر ومن العراق من الحجاز طلباً للعلم النافع وبحثاً عن مواطن الرزق، ونحن مجتمع مؤمن قائم على المبادئ الإسلامية إذن أين تكمن المشكلة؟!!
هل هو توزيع التخصصات ولدّ لدى الشباب عدم الاهتمام بعملهم أو دراستهم لعدم إحساسهم بأهمية ما يدرسونه أو ما يقومون به أي هل انتهت الدوافع؟!!
أو هل لغياب الحافز الذي قد يدفعهم للعطاء وعلمهم بأن ما يقومون به لن يلقى التشجيع الملائم والدعم الكافي لقدراتهم البنّاءة وطاقاتهم الكبيرة، أو هل السبب هو غياب القدوة والمثل الأعلى، حيث يستلم الشاب عمله ويقوم به كما يقوم به الآخرون تماماً دون أن يكون هناك مثل أعلى يتطلع إليه ويحاول أن يصل لمستواه أو حتى يتفوق عليه، أم لعل السبب غياب روح التنافس فيما بين الدارسين أو حتى الموظفين مما يولد بيئة غير صحية هدفها أداء العمل دون أن يكون هناك معايير قياسية يحاولون تطبيقها.
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها في هذا المجال، هل يكون نهاية الطموح هو السبب وذلك بأن يحلم الشاب بالحصول على الوظيفة والالتحاق بالجامعة ويكون ذلك فقط هو طموحه أما كيفية استغلال هذه الفرص فهذا شيء آخر أو هل غياب الرقابة وعدم وجود توجيه دائم هو بسبب التبلد والاستهتار؟ ولكن هل لابد من وجود الرقيب وهل هناك أعظم من الله رقيباً، أم لعل السبب هو جرثومة العصر حيث الدراسة ما هي إلا تحصيل حاصل والدخول الى الكلية او الجامعة ما هو إلا إجراء شكلي للوصول الى الوظيفة المضمونة طبعاً؟
إذن تعددت الأسباب والمشكلة واحدة، لكن فعلاً السؤال الذي يطرح نفسه الآن إذا كان هذا حال الموظف والدارس فما هو حال العاطل المهمّش الخالي من كل مسؤولية؟!!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved