|
| ||
رحم الله الشاعر العراقي «معروف الرصافي»، الذي لم يكتب له أن يعيش طرفاً من الأحداث والمآسي الأخيرة في بلده «دار السلام»، كما تسمى عاصمتها، فلم يشهد وقائع السقوط. سقوط الوطن الحر. سقوط الأمة العظيمة. سقوط العروبة العريقة. سقوط الرموز العتيدة. سقوط القيم الأصيلة، بل وافاه الأجل وهو السعيد قبل ذلك بنصف قرن، لكنه عاصر إرهاصات السقوط وأماراته، وتنبأ حين غفل غيره بمآل وطنه وأمته، ومصيرها البائس إن هي سارت على وتيرتها في تمجيد الظلم ودولته، وصانعيه والصابرين عليه والمحابين له، وكان من نتيجة مجاهرته بالحق والصدع به في المحافل، أن جفاه البلاط الملكي حينذاك وأقصاه، ليعيش في المنفى طريداً شريدا، لأنه كان صريحاً في آرائه ونقده، جريئاً في فكره وطرحه، صلباً فيما يبتغيه للعراق من آمال وطنية، ومطالب اجتماعية. تجسدت هذه النزعة في إحدى قصائده التي يقول فيها: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |