Friday 26th december,200311411العددالجمعة 3 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الإدارة السعودية عندما نجحت » « الإدارة السعودية عندما نجحت »
حمد بن عبدالله القاضي

إلى سنوات محدودة كنا أول ما نبحث عندما نريد أن نشغل مستشفى كبيراً، أو منشأة كبيرة عن «إدارة أجنبية» تدير وتشغل هذا المستشفى أو تلك المنشأة!.
الآن !.
كم نحن سعداء ونحن نرى ونشاهد «الإدارة السعودية» تنجح وتتفوق، وتوفر مئات الملايين من الريالات على ميزان مدفوعاتنا محققة النجاح من جانب ومبدأ «سمننا في دقيقنا» من جانب آخر..!.
لقد كان مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض أول من تبنى سعودة الإدارة الصحية وتشغيل المنشآت الطبية الكبرى بإدارة سعودية في وقت كانت «موضة» إدارة وتشغيل المستشفيات الكبرى من قبل الإدارة الأجنبية هي السائدة والمنتشرة.. وقد نجح مستشفى الملك خالد الجامعي نجاحاً كبيراً على ضوء الامكانات المادية التي توفرت له منذ إنشائه وحتى اليوم.
***
** والآن - بحمد الله - أصبحت إدارة المستشفيات الكبرى بكفاءات سعودية هي السائدة والمنتشرة في كثير من المؤسسات الصحية المتخصصة.. وقد رأينا مؤخراً كيف تم تشغيل مدينة الملك فهد السعودية بإدارة وأيد سعودية وكان الرهان على أن تتولاها شركة عالمية كبرى بمئات الملايين من الريالات، وظلت مغلقة طوال سنوات طويلة بانتظار «المشغل الأجنبي» الذي لم يأت، وحمداً له أنه لم يأت فقد كان هناك اعتقاد خاطئ انه لن تنجح في إدارتها إلا إدارة أجنبية والآن - بحمد الله - تم افتتاح هذه المؤسسة الطبية الكبرى وبدأ تشغيلها، وكان البدء بتشغيل مستشفى الأطفال فيها، ثم أعقبه مستشفى النساء والولادة وأضحى هذان المستشفيان يؤديان خدماتهما الطبية بنجاح «إدارة سعودية خالصة»، وفي الطريق استكمال بقية المستشفيات في هذه المدينة، ولم يكن ذلك ليتم لولا عزيمة المسؤولين بوزارة الصحة وفي مقدمتهم وزيرها د. حمد المانع، وزملاؤه التنفيذيون بالوزارة بقيادة وكيل الوزارة للشؤون التنفيذية د. منصور الحواسي ومع العزم تتذلل الصعوبات بعد توفيق الله وعونه!.
***
** وفي مجال آخر نجحت الإدارة السعودية في إدارة الفنادق الكبرى لقد كنا إلى وقت قريب نظن أنه لن ينجح في إدارة وتشغيل هذه الفنادق إلا الإدارات الأجنبية والآن رأينا مشاركة بل ومنافسة الإدارة السعودية في تشغيل هذه الفنادق ونجاحها، وكانت أول المؤسسات الرائدة في هذا التوجه «الشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية» التي استطاعت وبنجاح كبير إدارة وتشغيل فندقها فندق «أجياد مكة» التابع لها طوال السنين الماضية، وكم وفرت على نفسها وعلى اقتصاد وطنها مبالغ عندما أرادت تشغيل منشآتها بذاتها، ثم بالتالي شغلت أكبر عدد من أبناء وطنها في إدارة مثل هذه المنشأة.
«زبدة القول» إنه ليس أمام الكفاءة السعودية إلا اعطاؤها «الثقة» سواء في الإدارة أو التشغيل.. في الصناعة أو الطب ولعل هذا هو توجه المسؤولين بوزارة المالية الذين رأوا نجاح هذا التوجه، وتوفير المبالغ الكبرى على ميزانية الدولة المثقلة بكثير من الأعباء.
***
وبعد :
إن الوطن لا يبنيه ولا يديره ولا يشغله إلا أبناؤه وكفاءاته، ومؤسساته، إنهم الأبقى والأدرى بشعاب وطنهم فهم الأحرص على توفير كل ريال، ووضعه في مكانه من أجل تنمية الوطن وسموقه، وتوفير الخدمات والعمل لأبنائه.
حفظ الله هذا الوطن عقيدة وقيادة وأبناء ومنشآت تنموية.
***
لحل أزمة المرور بالرياض
أعيدوا «الجسور المؤقتة»!
* أزمة المرور بالرياض تزداد سوءاً..!.
ازدحام الطرق بالرياض أصبح منهكاً للأعصاب، ومضيعاً للأوقات.
وأعرف - سلفاً - أن هذا الموضوع موضع اهتمام الجهات المسؤولة بالرياض وفي مقدمتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وقد وضعت الهيئة خطة آنية ومستقبلية لحل هذه الأزمة، لكن أحسب أن هناك حلا مهيأً لم يتم التطرق له وهو سوف يحل بشكل عاجل جزءاً كبيراً من هذه المشكلة، وميزته أن تنفيذه لا يحتاج إلى وقت طويل أو في الوقت ذاته فإن تكلفته متواضعة بالنسبة للحلول الأخرى، والناحية الثالثة أنه تم تجريب هذا «الحل» بالرياض نفسها، في الماضي وقد خدم كثيراً حركة المرور وساعد على انسيابيته.
** إن هذا الحل يتمثل في إنشاء «الجسور المؤقتة» وكلنا نذكر ما أدته هذه الجسور من خدمة عندما كانت على طريق الملك فهد قبل عمل الجسور والأنفاق الدائمة.
إن إقامة مثل هذه الجسور يمكن أن تقوم بها أمانة مدينة الرياض لقلة تكلفتها، وسرعة إنجازها.
إن ملاحظة البعض على هذه الجسور المؤقتة هي عدم «جماليتها»، والحق أن السائر بالطريق لا يهمه جمال الجسر وشكله بل يهمه عندما يضيق بالزحام وتتوتر الأعصاب وتنساب حبات العرق.. الأهم لديه هو انسياب حركة المرور ووصوله إلى هدفه دون تأخير، ودون توتر أو حوادث.
إن بعض الطرق يصعب حالياً ومستقبلياً وضع أنفاق وجسور دائمة فيها لذا فالحل هو استخدام «الجسور المؤقتة» فيها مثل طريق التخصصي والأمير محمد بن عبدالعزيز وغيرها لتحل أزمة السير فيها وأنا أسميها «الجسور المرنة» وليس المؤقتة ومع الصيانة تصبح هذه الجسور مثل غيرها لكن هذه الجسور رغم جدواها مثل «الشعير مأكول مذموم».
إن هذه الجسور هي الخيار المتاح لأن إنشاء أنفاق، وإقامة جسور دائمة يحتاج إلى وقت طويل وإلى تكلفة كبيرة، فضلاً أن بعض الطرق والشوارع لا تمكن مساحاتها من إقامة مثل هذه الأنفاق والجسور.
وبعد ..
إن «الجسور المؤقتة» هو أحد الحلول السريعة، وتبقى خطة الحلول القادمة قائمة لكنها مرهونة بتوفر الإمكانات المادية، والوقت المطلوب.
وأخيراً
لا بد من حد هجرة المواطنين إلى المدن الكبرى.. لأن هذه الهجرة أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على المدن الكبرى في طرقها وخدماتها، وسوف تزداد كثافة المشاكل ما لم يتم الحد من هذه الهجرة، وأعان الله سكان المدن الكبيرة المزدحمة.
***
رفقاً
بالشباب..!
** ألا تلاحظون أننا - كتاباً وخطباء منابر بل وآباء - دائماً ما نُوجِّه سهام نقدنا إلى الشباب ونبرز مساوئهم وكأنهم ما فعلوا خيراً قط.
أذكر أنني حضرت - قبل فترة «مجلساً» فيه مجموعة من الناشئة، والشباب وكان الحوار يدور حول «سلبيات الشباب» مثل: التفحيط، العقوق، عدم الاهتمام واللامبالاة الخ..
وعندها انبرى شاب لطيف بحدود الثمانية عشر عاماً، وطرح سؤالاً على الحضور: أليس فينا نحن الشباب سوى المساوئ؟ وأضاف: إن تركيزكم على هذه الأمور يجعلنا نستسلم من منطلق ترسيخكم بأن ما لدينا هو السلبيات فقط، ثم لا نسعى ولا نحرص على الأعمال الجيدة والإيجابيات التي لدينا!.
والحق أن هذا الشاب على حق!.
فنحن نشنّ حربنا على الشباب وسلبياتهم وأخطائهم متناسين أن لهم من الأعمال الخيرية والصالحة أضعاف ما لديهم من سلبيات.
إن وجود فئات محدودة من الشباب ضلّوا واتبعوا طريق الخطأ إرهاباً أو مخدرات أو حتى ممارسات خاطئة من تفحيط ومعاكسات فهذا لا يعني أن نعلن غضبنا ونسنَّ أقلامنا على كل شبابنا وناشئتنا!.
إن علينا أن نقول للمحسن منهم أحسنت لننمي فيهم المزيد من السلوك الحسن، والعطاء الجميل للدين والوطن.
أما المسيء فننصره بأن نرده عن ظلمه نصيحة أولاً ثم عقاباً أخيراً.
إن شبابنا وناشئتنا «بنين وبنات» هم جداول النماء، وطلائع الغد، فلنكن معهم محبة وحفزاً وتوجيهاً.
أما نكون وهذا «الزمن المر» عليهم فإننا نخذلهم ونخذل الوطن بالتالي!.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved