الهاجس الغربي من الإرهاب يتعاظم يوماً بعد الآخر، وقد بلغ إحدى ذرواته في المناسبات الغربية الحالية، وفي أذهان الجميع فظائع 11 سبتمبر المهولة..
وحقيقة، تزداد الحاجة إلى عمل دولي كبير ودقيق في مواجهة الإرهاب، ومثل هذا العمل يحتاج إلى آليات للعمل مرحلية وبعيدة المدى، ولن يكتب لها النجاح إلا إذا توافق العالم على تحديد لمفهوم الإرهاب بحيث ينطبق الاسم تماماً على المسمى.
وفي غياب مثل هذا التعريف يتحول مجرمون حقيقيون الى مناضلين، وتتحول دول قامت على الارهاب ولا تزال تمارسه بإمكانياتها من قوى أمنية وعسكرية إلى جبهات تحارب الإرهاب.
فإسرائيل الارهابية حتى النخاع، والتي يقودها أحد أبرز إرهابيي العالم، لا تفتأ تصِم الفلسطينيين بأنهم إرهابيون، وهي لا تخجل من القول: إن هذه العمليات تستهدف واحة الديموقراطية في المنطقة، وهي ديموقراطية إسرائيلية التعريف ولا يمكن فهمها خارج إطار حكومة شارون، لأنها ديموقراطية لبعض سكان إسرائيل فقط.
وإلى أن تدرك دول العالم أن إسرائيل بأفعالها اليومية من قتل وتدمير واعتداءات تطال الأرض والمنازل هي كيان إرهابي، فإنه من الصعب ايجاد الصيغة المثلى للعمل الدولي المشترك في محاربة الارهاب، لأنه من الصعب بل ومن غير المفهوم، عدم اعتبار إسرائيل دولة إرهابية وهي تمارس كل هذه الجرائم يومياً وعلى مرأى ومسمع من العالم، بينما يُنظر للمناضلين الفلسطينيين على أنهم مجرد إرهابيين، لأن إسرائيل تريد ذلك، ولأن من يدعمونها في الولايات المتحدة يريدون ذلك.
وقبل أن يغرق العالم في فوضى هذا الارهاب ينبغي تحديد المفاهيم والمصطلحات بالطريقة التي تساعد على بتر دابر الإرهاب وتخليص العالم من شروره.. ولا شك أن القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء يشكل محوراً أساسياً في مثل هذا التعريف.
|