* الرياض - حمود الوادي:
يعقد معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين وكبار المسئولين بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني اليوم الجمعة لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف والمجلات المحلية وذلك في مقر المركز بالرياض.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله قد وافت على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مدينة الرياض أعلن ذلك صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يوم الاحد الموافق 5 جمادى الآخرة 1424ه والذي اكد في كلمته إبَّان إعلان إنشاء المركز على ان بلادنا التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين لا يمكن ان تضم فكراً يزج قيد شعرة عن ثوابت العقيدة واشار انه لن يقبل فكراً يحرِّف تعاليم الاسلام ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الاهداف الشريرة في تكفير المسلمين وارهابهم وان شعبنا السعودي لا يرضى بديلاً عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والاباحية. واضاف سموه خلال كلمته التوجيهية: بأننا جزء من هذا العالم الفسيح ومجتمع من مجتمعاته ولا نستطيع العيش في عزلة عنه وان حماية البلاد والمواطنين من الافكار المخالفة والاتجاهات المؤثرة الضارة لم تعد متاحة بوسائل الحجب والمنع كما كانت في السابق فقد اصبحت الحاجة ملحة وماسة لان نفكر سوياً في نهج اساليب جديدة وطرق مختلفة لحماية ديننا ومواطنيا بما هو مجد وفعال وإن انجح الاساليب واجداها في هذا الاتجاه هو الاقناع ومخاطبة العقل والاستعانة بالمنطق الفكري في اطار منظم سليم وحوار هاديء منظم يرتكز على تبيان الحجة واحترام الرأي الآخر واتاحة الفرص لتبادل الرأي والمنافسة.
ومن هذا المنطلق فقد نشأت فكرة اقامة هذا الحوار الفكري في لقاء وطني بين ابناء الوطن المهتمين بهمومه المعنيين بشؤونه وشجونه ليتناول عدداً من الموضوعات التي تختلف فيها الآراء ويثور حولها الجدل ويكثر فيها النقاش في جو من الحوار العلمي الموضوعي الهادئ بعيداً عن اجواء التناحر ووحشة القلوب واساءة الظن.
الجدير بالذكر ان ذلك اللقاء يهدف الى تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية روابط الحوار مما يخدم المصلحة الوطنية ويؤسس ثوابت وقواعد يعتمد عليها الحوار والتسامح بين الافراد.
وقد تضمن اللقاء محورين أساسيين المحور الأول: الوحدة الوطنية واثر العلماء فيها واشتمل على الموضوعات التالية:
- تعريف الوحدة الوطنية واهمية الوحدة والاصول الشرعية التي تبنى عليها والدور الريادي للعلم والعلماء في المملكة العربية السعودية في ضمان الوحدة الوطنية.
- الغلو والتشدد والتوسع في سد الذرائع في مقابلة التحلل من الثوابت الشرعية واثر ذلك على المجتمع.
- التنوع الفكري بين شرائح المجتمع.
- حقوق وواجبات المرأة ودورها في المجتمع.
- حرية التعبير.
- الفتوى المعاصرة وربطها بالواقع الاجتماعي.
اما المحور الثاني فتضمن العلاقات والمواثيق الدولية واثر فهمها على الوحدة الوطنية ويشتمل على الموضوعات التالية:
- العلاقات الدولية في الاسلام الدعوة في الداخل، وفي الدول الاسلامية وغير الاسلامية.
- اهمية المصالح المشتركة في علاقات المملكة بالدول الاخرى
- التعامل مع غير المسلمين في ضوء الكتاب والسنة.
- الجهاد واحكامه.
وقد جسدت كلمة سموه هذه المضامين والاسس والمرتكزات التي ترمي الى الاصلاح وهذا الاجراء ليس وليد اليوم فهو مستمر منذ قيام هذه الدولة ايدها الله.
وقد استبشر عدد من المثقفين في هذا القرار الحكيم الذي يحقق تطلعات كافة شرائح المجتمع ويؤكد مدى حرص قيادة هذه البلاد على رفعة شأن الوطن والمواطن وتتيح له كافة فرص العيش الكريم في بلد آمن مطمئن والاصلاح في كافة المرافق وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية وفتح آفاق العمل للجميع.
مؤكدين على أهمية هذه الخطوة في تفعيل الحوار الوطني وزيادة مساحة هذا الحوار وصولاً للاهداف المرجوة منه والذي يثمر عن نتائج جيدة تصب في مصلحة الوطن والمواطن واجمعوا على ان هذه الخطوة الحضارية سيكون لها آثار ايجابية لرسم مستقبل الوطن وان هذا المركز سيكون نواة هامة لمناقشة أبعاد واهداف الاصلاح الذي ترفعه قيادتنا الرشيدة والالتقاء حول العديد من النقاط الهامة.
|