Friday 26th december,200311411العددالجمعة 3 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ِلما هو آت ِلما هو آت
زمن الصَّبر...!!
د. خيرية إبراهيم السقاف

من يهدف إلى الحقيقة يمكنه الوصول إليها عن الطُّرق الواضحة... فليس ثمَّة ضرورة لأن يذهب إليها عن الطرق الوعرة...
*** الحقيقة لا تقبل الجدل، ولا النَّفي... إنَّها ثباتٌ ثابتٌ... يعلم ذلك من يتعامل معها...، ومن يُعرِّف بها... عدا أولئك؟ فإنَّ ثمَّة ما يكمن وراء جدلهم أو نفيهم...
*** حين يكون لك دور في تعرية الحقيقة ممَّا عَلِق بها فطمسها، عليك أن تتحلَّى بالصَّبر، والثَّبات، وسعة الصَّدر، و... القدرة على الحق...
*** الحق صدقٌ...
والصِّدق حقٌ...
وكلاهما سبيلان إلى الحقيقة...
*** من يتصدَّى للحقيقة إمَّا عارفٌ بها... وإمَّا باحثٌ عنها...
فإن كنت أحدهما فلا تدع لسمعك ولا لبصرك، أن يتَّجها إلى غير سبيلها، ومن ثمَّ تأكد بأنَّ الحقيقة لا تنجلي لذي هوى...
*** لا تأتي الحقيقة في كفٍّ مغموسةٍ في الهوى...
والنُّفوسُ في جوفِ مفعم به، لا تفتح نوافذها للحقِّ، ولا للصدق، فلا قدرة لها على مصافحة الحقيقة، أو حتى حملها على أكُفِّها!!
** متى كانت الحقائق هي الماثلة
استطاع الإنسان أن يتعامل مع موجباتها...
وبذلك يستطيع أن ينثر العدالة حيث يكون!!
*** كيف تُطْمسُ الحقائقُ...
كيف تتبدَّلُ المواقفُ...
*** بين غمضة عينٍ وانتباهتها، تتبدَّل أوجه الحقائق، لكنَّها ليست في هذه الَّلحظة «حقائق»، إنَّها مواقف، تختبئ من خلفها الحقائق...
عند ذلك تختفي معها معالم الحقِّ ولا يكون الصدق مطيَّةً لها...
*** ألا تتابعون شاشات العرض الَّلاقطة لحركة مواقف الإنسان مع الحقائق؟!
*** ألا تعلمون أنَّ الإنسان قد حمل على الحقائق (الكبرى) من مواقعه (الكبرى) وشيَّعها في توابيت (القرار) ومنحها شارة (الموت) ومشى في جنائزها، ليس حزيناً، وإنَّما صاحب هوى؟!!...
*** تُرى...
من سوف يقوم بدراسة (هوى) الإنسان (الكبير) في الزَّمن الراهن كي يبحث عن (الحقائق) الميِّتة...
والناسُ بين فاهمٍ عارفٍ وهم قليلون
وبين حائرٍ متسائلٍ وهم قلَّة
وبين مسيَّرون سُذَّج وهم الأغلبية...
*** والحقائق
تطلُّ...
من طريقها الواضح...
لكنَّه بعيدٌ في خارطة الزَّمن القائم!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved