* الجنادرية - ماجد التويجري:
تأتي منطقة القصيم بتراثها ورونقها لعرس الجنادرية بحلة جديدة ومختلفة عن المواسم الماضية، حيث يشكل تاريخها جزءاً من تاريخ هذاالوطن. فجناح منطقة القصيم لبس هذا العام ثوباً جديداً ومختلفاً خلال المشاركة في المهرجان الوطني الكبير للتراث والثقافة. عن هذا الاختلاف وابرز ما جاء فيه تحدث ل«الجزيرة» رئيس الوفد المشرف على الجناح الخاص بمنطقة القصيم صالح بن عبدالكريم الفوزان قائلا: ان امارة منطقة القصيم تفاعلت وتجاوبت مع هذا العرس الاحتفالي الكبير وهيأت الامارة كل سبل النجاح لمشاركتها الموسمية في هذا التجمع التراثي والفكري بتوجيه ومتابعة واهتمام من قبل صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم والذي يواصل رعايته وحرصه على الظهور بالصورة التي يتمناها كل مواطن، فتوجيهاته الكريمة المستمرة لعكس صورة صادقة لتراث وطننا الغالي جاءت في مكانها، مشيراً إلى ان مشروع القرية التراثية للمنطقة في الجنادرية يعتبر الاكبر والاضخم في تلك التظاهرة الثقافية وجاء وفق طراز انيق يحكي اسلوب البناء في القصيم تصميماً وزخرفة مؤكداً انه لقي اعجاباً كبيراً ومتواصلاً من قبل كبار المسؤولين والمثقفين ورواد الجنادرية لما فيه من تجديدات واهتمام منقطع النظير.
واوضح الفوزان ان ابرز معالم الجناح ومكوناتها القصر: ويتكون من عدة صالات، مجلس القهوة لاستقبال الزوار والترحيب بهم على الطريقة المعمول بها في كل بيت بمنطقة القصيم وتقديم البخور والقهوة والشاي والتمر من كافة انواعه التي تشتهر بها المنطقة كالسكري والبرحي والرشودية ونبتة علي وعسيلة وغيرها من الاصناف الجيدة بالاضافة الى «الكليجاء» وقرص عقيل والفتيت.
مرقب الشنانة: والذي يعد علامة مميزة يُهتدى به الى الجنادرية لمشاهدته من مسافات بعيدة حيث يعتبر اعلى مكان في الجنادرية ويبلغ ارتفاعه حوالي 45 متراً ويقع مرقب الشنانة «الاصلي» غرب محافظة الرس بمسافة 8 كيلوات وتم بناؤه قبل عام 1176هـ في بلدة الشنانة وقد وقعت حوله احدى معارك الملك عبدالعزيز رحمه الله في 28 رجب 1322هـ.
العقيلات: وهم جماعة من مدن وقرى القصيم تعتمد على التجارة وخاصة الابل بحيث تنطلق جماعات وافواج الى بلاد الرافدين والشام ومصر وتنطلق الى هذه الاقطار بمسارات ورحلات مميزة في الشتاء والصيف، وقد مثلت في الجنادرية عبر استعراض في الساحات والسوق الشعبي.
الجمال المحملة: والتي عادة ما تجوب الصحراء تحمل معها البضائع والاحتياجات لنقلها من مكان الى آخر وهي وسيلة نقل التموين الى المدن، وكذلك نقل النساء والتي يأتي ترحيلها عبر طريقة انيقة داخل «الكوجة» على الجمال.
حفر الآبار: وهي صورة مشابهة للاسلوب القديم لحفر الآبار والذي يعتمد فيه على نوع من الآلات اليدوية التي استخدمها الآباء والاجداد لحفر الآبار وجلب المياه ويستعمل «الهيم» وهو عبارة عن عمود حديدي قوي وغليظ له رأس تحفر موقع البئر ويتركز على ثلاثة اعمدة تلتقي في رأسها بكرة يمر من خلالها الحبل المربوط بالهيم ويتم سحبه الى اعلى اثناء العمل مرددين الاهازيج الجميلة لبث الحماس.
الختام: وهو تقليب الارض بواسطة المسحاة وهي احدى ادوات الزراعة ومن العمليات الضرورية للمزارع حيث تتجدد الارض وتتعرض لاشعة الشمس وتزال الشوائب وتصبح سهلة بعد قسوتها فيستطيع المزارع عمل الجداول والاحواض ووضع البذور وسقيها.
الرياسة: وهي عملية تصريف المياه والتحكم في مجاريها في البرك والجداول والاحواض حيث يقوم الرايس بسقي المزروعات في جميع اجزاء المزرعة.
صرم النخيل: يقوم المزارع بتلقيح النخيل وقطع العسبان اليابسة من النخل ومتابعة مراحل نمو الثمر بعد تركيبها على العسبان وكذلك «الجداد» وهو جني الثمار الى غير ذلك من مراحل العناية بالنخلة.
الدياسة: وهي دياسة الحبوب بواسطة الحمير ثم دريها بمضاريب خشبية.
البيت السكني: ويمثل نموذج المنزل السكني لاهالي منطقة القصيم سابقاً وفيه صور للحياة المعيشية السابقة بمنطقة القصيم بنقوشه الجميلة الانيقة التي ظلت رمزاً من رموز تألق العمارة في منطقة القصيم.
السوق الشعبي: او المحلات التجارية ويتكون من «31» دكانا ويقع بين القصر والبيت السكني ويمثل الحياة التجارية في السابق ويتوسطها ساحة تقدم فيها كل العروض المختلفة والالعاب الشعبية ويتواجد الحرفيون بالمحلات ومنهم:
الصائغ او الحداد: وهي طرق وصهر المعادن وعمل الاواني المنزلية من قدور ودلال واباريق وصحون للاكل بدقة متناهية وابتكار ممتاز على الشكل التراثي القديم.
الخرازة: وهي عمل الاحذية بلوحة فنية مليئة بالابداع والفن التشكيلي بالاضافة الى الجودة في العمل وتعتمد هذه الحرفة على جلود الاغنام.
النداف: وهي ندافة القطن وتهيئته ونفشه بواسطة المضراب والقوس «الكيدون» لعمل المساند والوسائد والمطارح وغيرها.
دق العذوق: وهذه تعتبر فكرة رجال القرية والريف في نجد لاستعمال عذوق النخلة بعد تحويله مادة لينة ومرنة الى حبال واستخدامات اخرى للماشية، وتتلخص هذه العملية بأن يقوم صاحب الحرفة بتخمير عذوق النخلة بالعدد المطلوب وذلك لمدة اسبوع او اكثر بالماء ثم تبدأ عملية تقطيع وتفتيت العذوق الى قطع صغيرة عندها تجمع فتطحن حتى يتكون خليطا من الالياف الناعمة التي تتماسك وتترابط في جدلها وايصال بعضها بالآخر واخراج حبال سميكة وطويلة تستخدم للعديد من الاغراض في مجال المزراعة والماشية وغيرها وتعتبر مصدر رزق للعديد من الاسر ذات الدخل القليل والمحدود في زمنها.
النجار: حرفة تقوم على استخدام الاخشاب المتوفرة في المنطقة مثل خشب الأثل ويصنع النجار العديد من الادوات منها الابواب والنوافذ والصيحات والمغارف وادوات الزراعة كالمحالة وادوات الحرث وغيرها وكذلك المقاعد التي توضع على الابل.
الصناعات الخوصية: وتعتمد هذه الحرفة على خوص النخل الذي يتوفر بالمنطقة بكميات كثيرة ويصنع منه الزبلان وسفر الطعام والهاف والمكانس وادوات حفظ الحبوب وبعض المفارش وغيرها.
المورد: ويمثل الآبار القديمة التي يتجمع عليها ابناء البادية من الرعاة لسقوا مواشيهم من الاغنام والابل وتؤدى هذه الاعمال الزراعية جماعية.
واوضح الفوزان من خلال حديثه ان هناك عدة مشاركات أخرى من قبل الدوائر الحكومية والتعليمية كالادارة العامة للتربية والتعليم بنين وبنات والبلدية وعدد من الكليات كذلك فرقة جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة بعدد «25» شخصا يمثلون العروض الفنية للسامري والعرضة السعودية يومياً في ساحة تراث القصيم بالجنادرية. الى غير ذلك من النشاطات والمشاركات التي تحرص امارة المنطقة على تفعيلها بتراث القصيم بالجنادرية.
|