لكل عضو في المجلس تجربة خاصة من خلال عضويته في المجلس اكتسب منها الكثير وخرج بآراء وافكار تعزز من مسيرته وخبرته..
في كل اسبوع نستضيف احد اعضاء المجلس نتعرف على تجربته وآرائه حول تجربة المجلس ونتيح له المجال بأن يخاطب ابناء وطنه الذي يمثلهم هو في هذا المجلس ..
ضيفنا في هذا الاسبوع عضو المجلس د.محمد عبد الله العجلان:
* بداية حدثنا عن تجربتك في المجلس وبماذا خرجت منها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن عمري في الحياة الوظيفية العامة تجاوز أربعين عاما وكنت خلال هذه الفترة الطويلة أحضر كثيرا من المؤتمرات والندوات التي تعقد في الداخل والخارج التي تتصل بعملي في التعليم الى جانب اللجان المختلفة داخل الجهاز الذي كنت أعمل فيه وخارجة ونظراً إلى أن هذه الندوات واللقاءات التي حضرتها وما قد يحصل فيها اختلاف في الرأي وانقسام في المواقف واضطرار كل طرف إلى ايضاح مبررات رأيه ودفع رأي غيره وقد يحصل احتكاك بين المختلفين في الرأي ومع أنني بقيت فترة طويلة محباً لهذه المؤتمرات واللقاءات والندوات لما فيها من فوائد وتوسيع للمدارك إلا أنني فيما بعد حصل عندي نوع من العزوف عن ذلك ولما ضممت إلى عضوية مجلس الشورى وطبيعة عمله هو دراسات ومناقشات وإبداء رأي في الأمور التي تعرض فيه سواء داخل اللجان المتخصصة أو الجلسات العامة قلت في نفسي سبحان الله دعيت الى مثل ما أنا عازف عنه في آخر حياتي الوظيفية. ومن هنا بدأت تجربتي مع مجلس الشورى في دورته الحالية: وذهب عني ما كنت بسببه عازفا عن المؤتمرات واللقاءات والندوات لأن عمل المجلس على قدر كبير من التنظيم والانضباط في دراسة الموضوعات وفي طرح الآراء والمناقشات وفي إقرار النتائج والتوصيات وقد ساعده على ذلك حسن اختيار الأعضاء وأنهم على قدر كبير من العلم والمعرفة ومن الخبرات التراكمية إذ كلهم رؤساء دوائر سابقون ووكلاء وزارات ومن الأساتذة الجامعيين ومن القادة العسكريين والأطباء والمهندسين المشهود لهم بالعلم والمعرفة والخبرة والاعتدال في الرأي وهم جميعا يتحرون مصلحة الوطن والمواطن في تناولهم للموضوعات التي تطرح للنقاش ورئاسة المجلس حريصة على أن لا يوجه النقد إلى الأشخاص ولا يسمى فيه أحد ولا يسمح فيه بالكلمة النابية لا لحاضر ولا لغائب وإنما يوجه النقد إلى الأعمال المطروحة والمواد المنظورة وبكل صراحة ووضوح ومن دون أي حواجز أو مؤاخذة مهما شط أي شخص بطرحه أو تعليقه ووجدت روحا علمية أخوية عالية بين أعضاء المجلس ورئاسته يدار فيها النقاش بروح رياضية ممتازة ويحصل في كل جلسة الاتفاق والاختلاف على الموضوعات المطروحة ويبدي كل عضو رأيه بصراحة ومهما اختلفت الرؤى في الأمر الواحد فإن نتائج التصويت تفصل في كل موقف وتجد كل الاطراف في الموضوع الواحد يتقبلون النتائج بروح طيبة واستقبال حسن حتى صارت الجلسات على طولها محببة الى النفس ولا يحس الإنسان بطولها لحسن جوّها والمجلس لديه من الأعمال والموضوعات والتقارير والأنظمة كم عظيم يفرض على كل عضو فيه قضاء وقت طويل في القراءة والنقد والموازنة قد لا يتسع وقت الدوام اليومي لإنجازها وهذه القراءة في موضوعات متعددة ومجالات مختلفة من الأنظمة والتقارير والدراسات وأعمال اللجان والمشاريع المقترحة وبما يغطي انشطة الدولة بكل أجهزتها ومجالات الخدمة فيها وبما يعطي العضو المتابع ثروة علمية متعددة الجوانب ومتنوعة المذاقات وفي مهام اللجان المتخصصة في المجلس وممارستها نجد نفس الروح التي وصفت في جلسات المجلس من الانسجام والتعاون والرغبة في الإنجاز والعمل كخلية نحل كل يسهم في إنجاز مهام لجنته بقدر ما يوكل اليه أو يطلب منه وأعمال كل لجنة تصب لدى الهيئة العامة للمجلس للتأكد من مناسبة إحالتها إلى المجلس لمناقشتها في الجلسات العامة وتتسابق اللجان في إنجاز ما لديها.
وتسهم الأمانة العامة للمجلس بين الحين والآخر في عرض الصورة القائمة للإنجاز في اللجان المتخصصة وفي الهيئة وفي الجلسات العامة وبما يعين كل لجنة ويذكرها بما عليها من مسؤوليات وما أحيل إليها من موضوعات وما أنجزته وما تبقى لديها حتى تكون الصورة واضحة ومتجددة ولاشك ان في المجلس عملاً دؤوباً وإنجازات كبيرة ودراسات قيمة يسعد بها كل مخلص.
هذه أهم ما خرجت به من هذه التجربة القصيرة وأرجو للمجلس مزيدا من النجاح والتقدّم في خدمة الوطن والمواطن وإعانة ولاة الأمر على تحسين أداء الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة.
* هل ترى ان المجلس بمكوناته تتناسب مع المرحلة الحالية أم ان هناك حاجة للتطوير وتعزيز الصلاحيات؟
المجلس في تشكيله الحالي ومكوناته مجلس متكامل تتوفر فيه كل المقومات المطلوبة لمجلس شورى متقدم فيه رئاسة وأمانة ولجان متخصصة عديدة ومراكز معلومات ودراسات وحاسب متكامل وفيه مستشارون وإداريون وفنيون بقدر كافٍ وفيه من التجهيزات والوسائل المعينة على أداء العمل بصورة ممتازة إلى جانب مكتبة غنية بأمهات الكتب والمراجع وقد حددت المادة الخامسة عشرة من نظامه اختصاصات المجلس وأن له حق إبداء الرأي في السياسات العامة والتي تحال اليه من رئيس مجلس الوزراء وأن له على وجه الخصوص ما يلي:
1 مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإبداء الرأي نحوها.
2 دراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات واقتراح ما يراه بشأنها.
3 تفسير الأنظمة.
4 مناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى واقتراح ما يراه حيالها.
كما أعطت المادة الثانية والعشرون من نظام المجلس لرئيس المجلس أن يطلب حضور أي مسؤول حكومي جلسات المجلس إذا كان المجلس يناقش أموراً تتعلق باختصاصاته بما في ذلك الوزراء ونوابهم وجرى العمل في المجلس على دعوة الوزراء ونوابهم كلما ظهرت حاجة الى حضورهم لمناقشة أداء وزاراتهم من خلال التقارير السنوية لها. كما ان المادة الثالثة والعشرين قد أعطت المجلس الحق في قبول أي مشروع يتقدم به عدد من أعضاء المجلس وقد عدلت هذه المادة بما وسع صلاحيات المجلس في هذه المادة وجعل من حقه التقدم مباشرة بأي مشروع أو اقتراح يراه كما عدلت المادة السابعة عشرة من نظام المجلس وكلها الأمر الملكي رقم أ/198 في 2/10/1424هـ الذي صدر ب رقم أ/198 في 2/10/1424هـ ولاشك أن ولاة الأمر يولون هذا المجلس اهتماماً كبيرا وقد لمسوا فائدة عظيمة من مشاركته في الأمور العامة وفي حفزه للأجهزة في أدائها وللدراسات التي تقدم من خلالها وكانت صلاحيات المجلس عند إنشائها كما أسلفت في المادة الخامسة عشرة ثم صدر التوجيه السامي الكريم في الأيام السالفة الذكر بتعديل مادتين من مواده كما أسلفت قصد مها توسيع صلاحيات المجلس وتأكيد دوره وهي خطوة سيتلوها إن شاء الله خطوات أخرى في مجال زيادة اختصاصات المجلس وتعزيز دوره في البناء.
* ماذا تقول لأبناء الوطن وانت منهم في هذا المجلس؟
في الختام فإنني أتوجه لكل المواطنين من داخل مجلس الشورى بأن مجلس الشورى في وضع جيد وممارس عمله بصورة جيدة وأن كل أعضائه يعملون جهدهم لخدمة الوطن والمواطنين ويسهم مع بقية أجهزة الدولة في تحسين أدائها وفي خدمة المواطنين وتحقيق مصالحهم في كل مجال من المجالات وإن اختيار أعضاء المجلس من قبل المسؤولين في الدولة يظهر فيه الاجتهاد والتوفيق في حسن اختيار أعضاء المجلس من الكفاءات المتميزة وذوي الخبرة الطويلة ومن مختلف مناطق المملكة حتى إنه ليخيّل للإنسان انه لو كان اختيار الأعضاء بالانتخابات لما كانت الانتخابات موصلة الى هذه النوعية من الكفاءات ولا هذا التوزيع العادل بين المواطنين في كل المناطق وأن أعضاء المجلس يمارسون عملهم بكل حرية وتحرٍ للحق والصواب وأن هذا المجلس اصبح معلما من المعالم الحضارية في مملكتنا الغالية ونتمنى له مزيداً من النجاح والتوفيق في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله.
والله المعين والهادي إلى سواء السبيل.
|