بنبغي للعبد أن ينظر في أمره هل هو على معصية؟ أم لا؟ فإن رأى زلة فليتداركها بالتوبة ثم بتفكر في نقل الأعضاء من المعاصي إلى الطاعة فيجعل شغل العين الاعتبار، وشغل اللسان الاستغفار، وكذلك سائر الأعضاء يستعملها في طاعة العزيز الغفار ثم يتفكر في مبادرة الأوقات بالنوافل طلباً للأرباح ثم ينظر في أمر الصيام كصوم الاثنين والخميس ثم ينظر في قصر عمره فيتدارك باقيه قبل أن يذهب كما ذهب أوله.
أخي في الله: ينبغي لك المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب الماضية والحاضرة والمستقبلة صغيرها وكبيرها كأكل الربا والكبر وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، والكذب والنميمة والغيبة وقول الزور وشهادة الزور ونحو ذلك، فينبغي لكل المبادرة بالمتاب قبل غلق الباب، وكذلك ينبغي لك أن تتفكر فيما يقربك إلى الله ويجنبك جميع المنهيات، وصبر نفسك على طاعة ربك، واسأل إلهك الثبات حتى الممات.
فيا أخي المسلم: اعلم أن الذي حجب الناس عن التوبة هو طول الأمل في الدنيا وعلامة التائب:
إسبال الدمعة، وحب الخلوة، ومحاسبة للنفس من كل هفوة.
أخي في الله: إن العبد إذ أحسن فيما بقي من عمره غفر له ما مضى، وإذا أساء فيما بقي من عمره أُخذ فيما مضى وما بقى.
فائدة: أتدري أخي المسلم ما الداء وما الدواء؟
الداء: الذنوب.
والدواء: أن تتوب فلا تعود.
وللتوبة شروط:1- الإقلاع عن الذنب.2- الندم على ما فات من فعل المعاصي.3- العزم على عدم العودة إلى المعاصي.
4- تأدية الحقوق لأصحابها إن كانت المعصية تتعلق بحقوق الآدميين.5- أن تكون في الوقت- بأن تكون قبل أن يغرغر الإنسان وقبل طلوع الشمس من مغربها.
( * ) عنيزة |