إن المتأمل في حال الكثير من المسلمين مع العبادات يجد اهتمامهم الكبير في السنن والمستحبات والواجبات بينما تجدهم في الفرائض مقصرين وأيما تقصير، وأنا لا أطالب بترك السنن والمستحبات والواجبات، بل القيام بها والاهتمام بها شيء طيب وفيه أجر عظيم كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول: {وّتّزّوَّدٍوا فّإنَّ خّيًرّ الزَّادٌ التَّقًوّى"...} الآية ولكن لا يكون ذلك على حساب الفرائض ومنها الصلاة وخاصة مع جماعة المسلمين، فكم من مسلم يحافظ على السنن والمستحبات والواجبات ويعود أبناءه عليها ومن ذلك: العمرة في رمضان وغيره، وصيام التطوع، وصلة الأرحام، واحترام الآخرين إلى غير ذلك مما لم يفترضه الله على المسلم بينما نجده مهملا في آداء صلاة الجماعة هو وأبناؤه بل قد يكون والعياذ بالله تاركا لها بالكلية وهذا أمر مشاهد على أرض الواقع وهو للأسف الشديد حال الكثير منا، بل إنه أمر ملفت للنظر عند الكثير، فيا ترى ما هو السبب في ذلك؟ رغم أن صلاة الجماعة أمر قد افترضه الله على المسلم ومع ذلك الاهتمام بها ضعيف عند الكثير، بل إن البعض لا يأبه بها أبداً وكأنها عياذاً بالله لا تعني له شيئا وهذا والله أمر خطير وصاحبه على خطر، وأمر عجيب وتصرف غريب من البعض وإلا كيف نهتم ونصرف جل اهتمامنا بما دون الفرائض على حسابها؟ ولو أننا حافظنا على الفرائض مع اهتمامنا بما دونها لكسبنا الخير العظيم من ذلك وخاصة فريضة الصلاة التي هي مفتاح لكل خير، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح باقي العمل وإن فسدت فسد كله، لذا أدعو كل مسلم إلى الاهتمام بها والمحافظة عليها كيف لا وهي نور لنا في الدنيا والآخرة، وفيها خير عظيم لمن حافظ عليها وقام بها خير قيام، كما أدعو الجميع إلى التزود من الطاعات المكملة للفرائض والجابرة للنقص فيها فإن في ذلك الخير العظيم والثواب من المولى عز وجل، حتى نموت على طاعة ربنا، ونلقاه وهو راض عنا.
( * ) الرس |